مدونتي المتنوعة - My blog is diverse: يوليو 2016

الاثنين، 18 يوليو 2016

كلمات أرجو بها رضا ربي ...

يارب ليس لنا إلاك                          نرجو رضاكَ
وأنت خالقنا ونحن عبادك                  نحتمي بحماكَ 
طامعين في عفوك فأقبلنا                   نسير بهداكَ
تابين من ذنوبنا فاغفرلنا وتوب علينا      نقتدي بمن عصاكَ
فمن عصاك يرجو منك رحمه             وأنت أهلأ لمن ناداكَ 
تنعم علينا وتلطف بنا وترحمنا             وتعطنا بعطاكَ 
راضون بقضاءك حامدين                  شاكرين علي نعماكَ
متوسيلن إليك مستعطفينك بعطفك          سائلين رحماك
والرزق تعطه مؤمن وغيره من عبادك   جاهلً من عاداك 
يتشوق إليك المحبين ويخشون غضبك     فاز من لقاكَ
مهما أقول إليك بكلماتِ تتلطفُ بها عليّ   فمن أدعو إلاك
-----------------------------

كلمات / محمد طه عوض - عبد فقير لله تعالي ...

بتاريخ 17/ 7 /2016

كلمات ملك مدونة إسلامية 

الأربعاء، 13 يوليو 2016

نظره في سورة المسد ...

يقول ربنا جلا علاه في سورة المسد قال تعالي " تبت يدا أبي لهبِ وتب ما أغني عنه ماله وما كسب سيصلي ناراً ذات لهب وأمرأته حماله الحطب في جيدها حبلُ من مسد "
هذا التوعد من الله تعالي لهذا الرجل وزوجته ودخوله النار خالداً فيها هو وزوجته - إنما هو بسبب أن هذا الرجل عم رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يكره الإسلام ورسول الله صلي الله عليه وسلم , أمر الله تعالي رسوله ونبيه أن يدعوا عشيرته الأقربين بعد ثلاث سنوات من الدعوة سراً فدعا الرسول قريش وهو يناديهم وهو بمكة ذات يوم فقال لهم " يا بني عبد شمس يا بني عبد مناف يا بني هاشم يا بني أمية ... لو أنني قلت لكم أن هناك خيلاً (جيش عدو من الأعداء ) تريد أن تغير (أي تريد أن تغزوكم وتدخل دياركم وتقتلكم ) فهل أنتم مصدقي ؟؟ " قالوا لم نري عليكم كذباً قط . قال صلي الله عليه وسلم " قال فإني نذير لكم بين يدي عذابُ شديد " قال أبو لهب تباً لك سائر اليوم ألهاذا دعوتنا ؟؟!! ( أي أنه يسخر برسول الله صلي الله عليه وسلم ) - فنزلت السورة من الله تعالي بعقاب هذا الرجل وزوجته لما يحملون من الضغينة والكراهية لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه ومن آمن معهم بالله تعالي .

وظل هذا الرجل وزوجته يعيشون طيله 10 سنوات في مكة بعد نزول السورة ولم يرد علي مخيله أبي لهب وزوجته أن يؤمنوا بالله ولو حتي بالحيلة والمكر ليضربوا الإسلام في المهد ولكانت القاسمة للدعوة الإسلامية أن لو مثل هذا الرجل دخل الإسلام أو نطق بالشهادة , ولكن الله تعالي يعلم مالا نعلمه بأن هذا الرجل سوف تكون نهايته نهاية الكافرين الضالين الذين لن يرجعوا عن الكفر وعن التكذيب وإضطهاد المسلمين وأنهم لن يكونوا مؤمنين بالله تعالي ولن يكونوا مسلمين وسيصلون نار الأخرة خالدين فيها .

في يوم من الأيام كان رسول الله صلي الله عليه وسلم جالساً ويسند ظهراً لجدار الكعبة المشرفة وجالس بجانبه أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه , وجاءت أم جميل زوجة أبي لهب وهي غاضبة فقالت لأبي بكر " أين صاحبك ؟ - تريد رسول الله - قالت إني بلغني أنه يهجوني فإن وجدته لضربته بهذا الحجر . ثم ذهبت , فقال الصديق رضي الله تعالي عليه " يارسول الله أما رأتك ؟" قال الرسول صلي الله عليه وسلم " لا لقد صرف الله بصرها عني " . فكان هذا تمهيداً لموقف الصديق عند الهجرة في عدم رؤية المشركين لهما وهما في الغار مختبئين .  

الخلاصة : أنها تذكرة لمن يخاف الأخرة ويخاف حساب الله تعالي وأن يوم الحساب قادم وأن من يكذب ويحاول أن يقف عائقاً أمام كلمة الإسلام والدعوة الإسلامية سوف ينتقم الله تعالي منه وسوف يصلي سعيراً وناراً خالداً مخلداً فيها أبداً هذا ولو حتي كان قريباً من رسول الله صلي الله لعيه وسلم فالسورة فيها الكثير من العبر ... هذا لمن يخاف وعيد ...

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..    

السبت، 9 يوليو 2016

سورة الناس .... وسورة النمل ...

عندما ننظر إلي سورة الناس نجد أن عدد آياتها (6 آيات) ومقصدها بأن الله تعالي يقول لنا أن نستعيذ به ونستعين به من شرور الوسواس الخناس وهو الشيطان الرجيم فهو يوسوس ويخنس , مرة يوسوس لك ومرة يختفي ويراقبك من بعيد ثم يأتي مرة آخري .. وكذلك من شرور وسوسة الإنس لبعضهم البعض فقد يقول لك أمرؤ عن أمر ما ثم تقوم بعمله ويورطك في أمور قد تندم علي فعلها بعد ذلك ... وهذا ما يجعل كثير من المشاكل في المجتمع تتواجد  ...

وسورة النمل ( عدد آياتها 93 ) آيه - شئ غريب ؟؟!! سورة الناس (6 آيات ) وسورة النمل - هذه النملة الصغيرة - تكون (93 آية ) ؟؟!!!! أليس شئ محير ... لا 

رب العالمين يريد أن يقول لأبن آدم أن النمل هذا ليس بكائنات يمكن الإستهتار بها , فهي منها المزارع الذي يزرع عيش الغراب , ومنهم من يقوم بحلب حشرة المن التي تفرز له مواد سكرية يتغذي هو عليها ومقابل ذلك يحرسها ويدافع عنها وعن يرقاتها من أي أخطار تحدق بها لأن حشرة المن لها أعداء طبعيين كثر ...

وأيضا النمل منهم من يعيش منفردا وليس في جماعات , وقد يزيد أصناف حشرة النمل  أكثر من 5000 نوع من النمل ... 

وهذا الرابط قد يوضح بعض الحقائق العلمية التي تؤكد ذلك فهذا الرابط من حلقات برنامج العلم والإيمان للدكتور / مصطفي محمود  - رحمه الله ..


لو أن الخالق جلا علاه أراد أن يجعل هذه الحشرة الضعيفة - من منظور بعضنا - تتكاثر ولا يكون لها أعداء طبيعيين يحدون من إنتشارها وتكاثرها لما أستطعنا أن نعيش من كثرتها لأنها سوف تتزايد لدرجة أنها سوف تملئ الأرض من كثرتها وفي كل مكان , وكذلك كل الحشرات ... فمن رحمة الخالق أن جعل في هذه الحياة ميزان لكل الكائنات وليس هناك طائفة تهلك طائفة - فلم نري مثلاً أن مفترس من المفترسات أنفردت بنوع معين من الكائنات فأهلكته فإنقرض من علي وجه الحياة ...مثلاُ الأسود والغزلان ... 

أو أن بعض الحشرات مثل الذباب أنتهي من الحياة بسبب مثلاً الضفادع التي ألتهمتهم... 

و لم نري كائنات مثل الفئران أنقرضت بسبب أكل القطط لهم ... إلي غير ذلك من النماذج ..  


الخلاصة : أن النعم التي خالقها الخالق جلا علاه كثيرة وآياته واضحة لنا جلية لمن أراد أن يتعلم ويعرف ويشاهد بعض آيات الخالق جلا علاه ويفهم أن له خالق واحد له إرادة واحدة وحكمة من أن يجعل خلقه متنوع ومتشابه ومختلف , كل ذلك في عالم واحد في أرضاً واحدة وتحت سماء واحدة يتنفسون هواء واحد ويشربون ماء واحد بالرغم من أن الخالق سبحانه جعل أطعمة متنوعة ولكنه جعل كل ذلك يسقي بماء واحد ...

المخلوقات كثيرة وعلي بني آدم أن يتعلموا ان الإله الواحد الذي خلقهم موجود ويطلع علي كل شئ ويعلم كل شئ وهو الذي خلق كل شئ وأنه قدير وقادر علي كل شئ , وهو فعال لما يريد , ومن أرادته أن خلقنا لكي نعبده وهو غني عنا ولم يفرض نفسه علي أحداً من خلقه ودليل ذلك أنه ترك كل واحد منا يتخذ من يشاء إله له ولم يجبر أحداً من خلقه علي عبادته ولم تشاء قدرته وحكمته علي أن يجبرنا ويقهرنا علي عبادته ولكنه أراد أن يجعل الناس مختلفين في أمور ومتشابهين في أمور ولكن وضع عقل لكل واحد فينا وعليك يا أبن آدم أن تستخدم عقلك وتفهم أمرك لكي تعلم إلهك الحق الذي لا إله غيره .... 

إن لم ترضي أن تفهم ذلك فلا عليك أن تتعب نفسك ولا تقهر نفسك وتذلها علي عبادة الله تعالي فإن الله غني عنك وعن العالمين ... 

يا أبن آدم ( أيها العاقل ) فكر في حياتك ولكن قبل فوات الأوان       
أرجو من الله تعالي التوفيق لي ولجميع الناس , الموضوع كبير ولكن أردت أن أخذ كوب ماء من نهر لعله قد يطفئ ظمأ فرد أراد أن يعيش لكي يكمل المسير في طريق طويل ... 

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته  

الخميس، 7 يوليو 2016

يوسف الصديق عليه السلام ...

طبعاً كلما كتبت عن نبي من أنبياء الله تعالي وجدت نفسي لا شئ .. وأشعر بأني كحصاة تنظر لجبل لا تعرف طول الجبل ولا عرضه ... أو كقطرة ماء تنظر لمحيط ولا تعرف طوله ولا عرضه ولا عمقه ...

يوسف الصديق عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام نبي من أنبياء الله تعالي وهو بن يعقوب عليه السلام وليوسف عليه السلام سورة في القرآن الكريم بإسمه وعدد أياتها (111 أيه ) وترتيبها في القرآن الكريم (12) وهي من السور المكية ...

من الحّكم والمواعظ التي أتت في السورة أو بعضاً منها .. أنها سورة تحكي عن يوسف الصديق عليه وعلي أبيه يعقوب السلام وهما وأبناء يعقوب عليه السلام قد ورد خبرهم في هذه السورة وعن بداية النبوة ليوسف عليه السلام وإخباره للرؤية المنامية التي رأها لأبيه أنه رأي أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأهم له ساجدين , ونصيحة أباه أنه قال له  , قال تعالي" يابن لا تقصص رؤياك علي أخوتك فيكيدوا لك كيداً " أي أنه علم أن أخوته لا يحبونه وسوف يكيدون له إن أطلعهم علي رؤيته التي رآها ...

وبعد ذلك أجمعوا وخططوا ليوسف عليه السلام بأن يتركوه في البئر ثم وجده قوم قد ساروا بجانب البئر ولما أرادوا أن يدلوا بدلو ليشربوا فإذا بهم يجدوا يوسف عليه السلام ثم باعوه بثمن بخس ( أي زهيد ) ثم ذهابه لمصر وأشتراه رجل ثري وذو سلطان وهو عزيز مصر وأصبح في بيت غير بيته ومكان غير مكانه وبيئه غير بيئته , أصبح شاب يافع ووجيه وذو جمال شديد يفتن أي أمرأة وقد أردات أمراة العزيز أن تنفرد به ولكنه نبي معصوم ولم يرضي أن يُغضب رب العزة لأن الأنبياء ليسوا مثلنا هم دائماً علي صله بالله تعالي ولهم عصمه من الله تعالي وحركاتهم في الحياة محسوبة ومقدره ولهم توجيهات من الله تعالي يوجههم بها أينما أراد هو سبحانه ولكن المرأة أتهمته بأنه أرد يوسف الصديق عليه السلام أن يعتدي عليها (ولكنه لم يفعل ودليل براءته في أماكن متفرقه من الآيات في السورة ومنها في قوله تعالي " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" , وبعد أن كانت براءته واضحة جلية مثل الشمس بأن قميصه مقطوع من الخلف وليس من الأمام أي أنه كان يحاول الهروب من المرأة ولكنها كانت تشدة وتجذبه ناحيتها من الخلف حتي قطعت جزء من قميصة من ناحية الظهر , ولكن زُج به عليه السلام في السجن وذلك حتي لا تُفضح المرأة ذات السلطان لأن زوجها رجل ذو سلطان ...

ومكوثه في السجن بضع سنين وتأويل الرؤيا التي رآها لحاكم مصر بأن حاكم مصر يري في المنام أن هناك سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف (أي أن حاكم مصر يري في المنام وهذه الرؤيا متكررة يرها بإستمرار أن سبع بقرات ممتلئين اللحم والبدن يأكل السبع بقرات هؤلاء سبع بقرات آخري عجاف أي نحاف الجسم [ وهي سبع سنوات قحط مرت علي مصر في هذه الفترة ] ) وأن هناك عام يأتي علي مصر بمياه غزيرة تملئ الأودية والأراضي والقنوات والترع والنهر بالمياة الصالحة للشرب ويمر عليهم عام قحط جدب لا يجدون فيه قطرة مياه سواء في النيل أو حتي من المطر ...

ولولا أن الله تعالي مكن ليوسف عليه السلام تأويل الرؤيا وجعل حاكم مصر يري هذه الرؤيا وينشغل بها وكان من الممكن أن يلتفت إلي آراء القوم من حاشيته حينما قالوا  قال تعالي " قالوا أضاغث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين " لو أنه ركن إلي النصف الأول من كلامهم ورأيهم لكانت مصر الآن ما بقي علي أرضها من دابه ولكنهم أعترفوا بعدم معرفتهم بتفسير الأحلام , وحكمة الله تعالي في ذلك أنه عَلم شعب مصر من هذا الدرس قيمة الإدخار والتوفير ( وأن المثل الخاطئ الذي يقوله بعض الناس أصرف ما الجيب يأتيك ما في الغيب ) هذا أمر خاطئ لا قيمة له ... لو أنهم عملوا في هذا الوقت بمثل هذا الكلام لكنت مصر منتهية ..نعوذ بالله من ذلك وحفظ الله مصر من كل سوء ...     

بعد ظهور يوسف الصديق عليه السلام وخروجه من السجن وتبرءته من جريمة لم يرتكبها ولم يُقدم عليها ولم ينظر لها وليس له بها أي علاقه ... ولكن بعض الجهلاء ينظرون إلي سياق من آيات الله تعالي في سورة يوسف قال تعالي " وهمت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه " .. "هم بها" أي يريد الهروب منها "وهمت به" أي أردته لنفسها "لولا أن رأي برهان ربه" أي ان الله تعالي نجاه من هذا المأزق والإختبار الشديد بأن أخرجه من هذا الموقف الصعب لأن يوسف عليه السلام سيجعله رب العالمين علي رأس السبعة الذين سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجل دعته أمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . 

وبعد أن مكنه الله تعالي من خزائن الأرض وهو عليها حفيظ عليم قال تعالي            " ۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)

قد جاء أخوة يوسف عليه السلام ليتاجروا ويبيعوا ويشتروا القمح وما يلزمهم من الطعام ولقومهم وأهليهم قال تعالي "  وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) " , أي هو يعرفهم وهم لم يعرفوه فقد مرت سنين عليهم وقد نسوا ملامحه ويمكن أنهم قد أعتبروا أنه مات أو أخذه قوم في آراضاً بعيدة ... 

وبعد ذلك أشترط عليهم بأن يأتوا له بأخ لهم من أبيهم وإن لم يأتوا به فلن يعطيهم شئ ,لما جاءوا له بأخيه بعد أن أخذ أبيهم عليهم العهد بأن يحافظوا علي أخيهم ولا يضيعوه أو يقتلوه كما ضيعوا يوسف عليه السلام   ... 

وجاءوا بأخيه بعد أن مكنه الله تعالي من ذلك قال تعالي " وكذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم " وأراد الله تعالي أن يأتي بكل أولاد يعقوب عليه السلام وحتي يعقوب عليه السلام حتي تتحقق الرؤيا التي رأها يوسف عليه السلام .. وقد كشف لهم يوسف عليه السلام نفسه فقد قال تعالي "  قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) "   

في هذه الأية الكريمة وخاصة النهاية منها قال تعالي ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) لبها العبر والعظات التي يمكن أن تُجمل معاني السورة كلها فملخص السورة ومفادها هي في الجزئية الأخيرة هذه ... ومعناها أنه من يتقي الله أي يخافه ويخشاه ويعمل للقاءه ويعلم أن يوم الحساب أتي لا محاله ويصبر علي الأذي والمحن والبلايا والأختبارات في الدنيا وكما حدث ليوسف عليه السلام من محن وبلايا فبرغم من كل ماعاناه منذ طفولته وحتي وهو رجل كبير تحمل وصبر وأتقي الله ولم يلتفت لشهوات النفس ولكنه صبر وصمد وتحمل ولذلك كافئه الله تعالي علي ذلك ومكنه في الأرض وجعل له شأن في المجتمع المصري وكذلك جاء بأخوته وأهله وأبيه ودانوا له بالطاعة وتحققت الرؤيا التي رآها فإن الله تعالي لا يضيع أجر المحسنين الذين عبدوه كأنهم يروه فإن لم يروه فهو يراهم ... سواء في الدنيا فإنه يحصل علي رزقه الذي حدده الله تعالي له .. , وفي الآخرة أعظم أجر وأدوم ولا نهاية للسعادة الخالدة هناك ...

الخلاصة : أن سورة يوسف هي التي قال عنها الخالق جلا علاه "أحسن القصص" , ففيها من العبر والعظات وأهمها ما أسردناه في النهاية ... 

أرجو من الله أن أكون قد وفقت وإن كان التقصير من نفسي ...

وسلام الله تعالي ورحمته وبركاته ...            

الأربعاء، 6 يوليو 2016

والعصر ... أختبار من الله تعالي علينا

إن الخالق سبحانه وتعالي قد أقسم بالعصر فقد قال تعالي ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ 

وكأن رب العالمين يريد أن يقول لنا في قسمه بالعصر أي أن العصر هو الزمن والوقت الذي يعصر الخلق ويطحنهم كما يُطحن القمح في المطحنة أو يُعصر العصير في المعصرة فيهلك الإنسان ويخسر .. أي من وُضع في أختبار ما مثلاً ( طالب وضع في أختبار في مدرسة أو جامعة ووجد فرصة للغش .. وقد غش ) فإنه قد طحن وقد أنعصر وخاب وخسر مع من خسر ... اللهم أحفظنا من ذلك وغيره ...

ومثلاً ( رجل وُضع في أختبار رشوة مع الظروف الصعبة التي يعيشها وقد سولت له نفسه وهيئت له الأسباب والأعذار وقد ساعده وسوسة الشيطان وأطاع الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وسقط في معصية الرشوة ...  خاب وخسر ) ... 

ونأخذ مثلاً جاء في الحديث الشريف فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم , أن رسول الله سار في السوق فوجد بائع يبيع سلعة وكانت كومة من الطعام فوضع يده فيها فنالت يده بللاً فقال رسول الله للبائع " ما هذا ؟! " فرد الباع علي رسول الله " أصابته السماء يا رسول الله " - أي أمطرت السماء فنزل ماء المطرعلي الطعام - فقال رسول الله " ألا جعلته فوق الطعام حتي يراه الناس , من غشنا فليس منا " حديث مشهور .

نأخذ من ذلك وغيره من الحديث الشريف والحكم والأمثال أن الغش والخداع والنصب والإحتيال والوساطة والرشوة وغير ذلك هي من الأشياء التي تُضعف المجتمع وتجعله ينهار بسهوله ويكون هش مثل عود الحطب الجاف لا يقوي علي تحمل الأزمات ولا تحمل الريح التي يمكن أن تعصف به في أي إتجاه ... نسأل الله السلامة من كل سوء ...

الإختبارات التي تكون في حياتنا إنما هي إختبارات في الحياة مثل مواد الدراسة التي ندرسها في المدارس والجامعات والمعاهد العلمية ومن يجتازها وينجح فيها فإنه يمر بسلام وينعم بالنجاح والتفوق والخروج من آزماتها ... أما من يرسب ويخسر ويخاب في الإختبارات فإنه يخسر ويفشل في حياته ولا تمر حياته بسلام بل يكون تعيساً ويظل يقول طيله حياته أنه لو نجح في الدراسة لكنا وضعه أحسن وكان كذا وكذا ... 

الحياة التي نحن فيها هي نموذج مصغر للآخرة وهي مزرعة الآخرة فمن زرع خير سيحصد الخير ومن زرع الشوك فلا يتألم إذا أمسك به ولا يلوم أحد عليه لإنه حصيله ما بذره بيديه ... 

الناس الذين إستثنوا من القاعدة الأصلية وهي الخيبة والخسران (إن الإنسان لفي خسر) هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقد تمسكوا بشيئين هما الحق والصبر ...

أي هم الذين أمنوا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر شره وخيره , وعملوا الصالحات أي علموا كل ما يُصلح آخرتهم من أعمال الخير والبر سواء العبادات والمعاملات وقد تمسكوا بشيئين هما الحق وهو إسم من أسماء الله تعالي وأيضاً الصبر أي يصبر علي كل الأذي من الناس ويصبر علي العبادات ودائم التمسك بقيمة الحق والعدل ولا يخالف ذلك أبداً ... 

أرجو من الله تعالي التوفيق والسداد لي ولجميع الناس ... 

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...   

عيد الفطر ... وفرحة المسلم به

العيد ينتظره الصائمون ليفرحوا قد جعله الله تعالي فرحه للصائمين والذين قد تحملوا الجوع والعطش ومشاق العبادة بمختلف بألوانها ومسمياتها ولذلك جعل الله تعالي عيد الفطر فرحة لهم علي ما تحملوا من متاعب العبادة ...

الناظر للعبادات قد ينظر لها أن فيها مشاق ومتاعب ... وأيضاً فيها داخلياً متعة للعابدين وذلك لمن كان خاشعاً ويعلم بفضل الله تعالي وكرمه علي عباده بأن الجائزة كبيرة ومهما عمل العاملون وعبد العابدون وأطاع المطيعون وسبح المسبحون وسجد الساجدون وصام الصائمون ... الخ ... مهما عملنا نحن الناس من أعمال فلن نستطيع أن نوفي حق الله تعالي علينا بأي عمل كان ومهما كان الكم والكيف ...

العيد سعادة للمسلمين الصائمين وفرحتهم تأتي من كرم الله تعالي عليهم بأن جعلهم يصوموا شهر واحداً في العام تخفيفاً عليهم وأنه كما جاء في الحديث الشريف قال صلي الله عليه وسلم" إن للصائم فرحتان يفرحهما إذا فطر فرح بفطره وإذا لآقي ربه فرح بصومه " , ومعني هذا أن الصائم له فرحتان فإذا فطر فرح بفطره أي أنه إذا فطر بعد غروب الشمس في شهر رمضان يفرح بفطره وكذلك يفرح بالعيد لأنه عيد الفطر , وله فرحه أيضاً إذا كان في فترة الصيام فإنه يفرح بلقاء ربه وهو في حالة الصيام لأنه في عباده الله ويكون قد أطاع الله تعالي فيما أمر ...

ليس الأمر هو أمتناع عن طعام وشراب - لا ليس الأمر كما يظن البعض أو ينظر الناظر بنظرة عابرة - ولكن هو الطاعة لأمر من أمر وهو الله تعالي فإنه أمر بأن نمتنع عن الطعام والشراب في شهر رمضان وقد أعطي رخص لمن كان مريض أو علي سفر وكذلك المرأة الحائض أو النفساء لا تصوم ... المسألة هي إختبار ...       من الذي سيطيع ومن سيعصي ؟؟ الإجابة في نفس كل واحد منا , كل واحد منا يستطيع أن يجيب علي هذا السؤال ...

عيد الفطر فرحته في طاعة الله لمن يطيع .. وليس في الزينة أو الملابس الجديدة والذهاب للمتنزهات والخروج من إطار الطاعة لإطار المعصية ... والخروج من دائرة السمع والطاعة لله في ما أمر للذهاب لدائرة المعاصي أو كما نقول " ترجع ريمة لعادتها القديمة " أو نروغ كما يروغ الثعلب " ... يجب أن ندرب أنفسنا علي المثابرة علي الطاعة والتعود عليها لتكون في النفس ولا نمل من حب الطاعة للخالق جل علاه ...

أرجو من الله تعالي أن يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وسجودنا وصالح أعمالنا وأن أكون قد وفقت وأرجو ذلك لجميع المؤمنين والموحدين ....

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

لا إله إلا الله ...

لا إله إلا الله هي كلمة أثقل من السماوات والأرض ... 

هي كلمة واحدة لا تجزئ , أي أنك تقول لا يوجد إله إلا الله , وهي كلمة يقر بها قائلها بأن الحق هو أن الإله هو الله لأنه لا يوجد إله معه وهي كلمه تقر لله بالواحدنية والربوبية ..

كلمة فيها مفتاح الجنة وفيها من الخير ما يكفي أننا نقول أنها طوق النجاة لمن يقولها ..

مثلاً لو قالها فرعون لنجي من الغرق ... ثم من العذاب الذي هو فيه الآن هو وقومه ...

ولو قالها أبو جهل ما كان من أصحاب النار , وكذلك كل مشرك ومشركه وكل كافر وملحد لا يؤمن بيوم الحساب ...

الملحد وكل من كان علي شاكلته إذا قال له أحد " من صنع هذا الشئ (أي شئ) يقول لها صانع .. ولكن إذا قال له أحد " من خلق مثلاً الأرض أو السماء أو أي شئ في هذه الحياة .. يقول لك هي بالصدفة هي من الطبيعة ؟؟!! ولكن من الذي خلق الطبيعة ؟!! 

تتشابه أقوال الملحدين والكافرين والفاسقين والمنكرين كلهم مع بعضهم ولذلك لهم مكان سيكونوا فيه جميعاً يوم لا ينفع البكاء ولا الدموع حتي لو ملئت البحار والمحيطات لأنه لا رجوع مرة آخري إلي هذه الحياة ...

كلام هؤلاء الناس المنكرين لوجود خالق هم لا يريدوا أن يعترفوا أن هناك إله لأنهم لو أعترفوا لما كانوا في الكفر أي ما الداعي لأن يمتنعوا عن الطاعة ,هم في البداية لا يريدوا أن يقتنعوا بأن هناك إله واحد لا شريك له في ملكه لأنهم يريدوا أن يشعروا بأنهم ليس عليهم أن يعبدوا شئ وليس عليهم قيود تقيدهم وليس عليهم بأن يؤمنوا ...

هم يريدوا الكفر فقط هم مثل الذين سبقوهم بالكفر والفسوق قال تعالي " إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعثين " كلام الكفر واحد كما أن كلام الإيمان واحد ... الكافرين مكذبين منكرين  - والمؤمنين مصدقين معترفين ...

يتشابه كلام الكافرين مع بعضهم البعض ولكن بآساليب مختلفة وبطرق متشابهه .. مرة يقولوا لم نري إله ولم نري أنه يكلمنا ولم نري أي دليل علي ذلك .. ومرة يقولوا لو أن هناك إله ما الذي يجعله يواري نفسه عنا فإن كان كلام الذين يؤمنوا بأن هناك إله ما الداعي لكي يُخفي نفسه عنا ونحن كما يزعم الذين يعبدوه بأننا خلقه ؟! ومرة يقولوا المادة وكل شئ في هذه الحياة مخلوق بالصدفة وبالقوانين التي تحكمها وحياتنا نحن مؤقته وسنموت ويأتي غيرنا إلي مالا نهاية إذا ما الداعي لكي نعبد إله ... الي آخره من هذه الكلمات .. تعالي الله علوا كبيراً وهو الرحمن الرحيم لم يرضي أن يظهر نفسه علي خلقه لعده أمور منها أنه هو المتكبر كيف له وهو الإله أن يطلع عليه خلقه وأن يظهر سبحانه وتعالي لعباده ومخلوقاته وهو العزيز الكبير والمتعالي وله الكبرياء والعظمة له , هذا من وجه وأيضاً صح عن الرسول صلي الله عليه وسلم  حينا سئل هل رأيت الله ؟ قال صلي الله عليه وسلم " الله حجابه النور لو كشف حجابه حرقت سباحات وجه السماوات والأرض " ... 

حينا سئل موسي عليه السلام من قومه وقالوا له في سورة البقرة قال تعالي " لن نؤمن لك يا موسي حتي نري الله جهره فأخذتهم الصاعقة وهو ينظرون "  أي أنهم لم يستطيعوا أن ينظروا في نور الله تعالي وصعقوا من قوة نور الله عز وجل فما بالنا بجمال وعظمة وجه الله تعالي ... فالله نور السماوات والأرض ... أي انه هو الذي يأتي بقوة النور وأن الأشياء لا تنفعل من نفسها بتقوم بالإضاءة .. أي أن المصابيح الكهربية وكل ذلك مما وصل إليه الإنسان من تقدم وعلوم لا تعطي من نفسها الإضاءة وغيرها من الإمكانيات ولكن الله هو الذي مكن لأبن آدم هذه الوسائل كلها ولكن بن آدم كفر بنعمه من أنعم عليه وهو الله لدرجة أن منهم من يلحدوا ويكفروا ... الخ .

الذين يكفروا ومن مثلهم هم من سوف يعانوا من كل شئ ... في هذه الحياة وحتي بعدها .. إن من ينكر كلمة  " لا إله إلا الله " هو منكر لوجود حقيقة لا يريد أن يعترف بها وهو لو نظر في أي شئ حتي في نفسه لعلم أن لابد من وجود خالق خلقه وكذلك خلق كل شئ وأن أمه وأبوه لم يخلقوه وكذلك أبواه وأجداده وكل المخلوقات لم تخلقهم الصدف ولا قوة الطبيعة ( من الذي خلق الطبيعة وقوانينها [ هي مخلوقة بنفسها ؟؟!! هذا أمراً مستحيلاً طبعاً ] ) .. ليس هناك شئ يُخلق ولا يُصنع من تلقاء نفسه ولو نظر أي ملحد لا يؤمن بوجود إله , أن الحركة في هذه الكون والذرة وكل مادة لابد لها من أحد وجدها ووضع لها قانون يحركها ويعطيها الخصائص التي هي فيها وأن هناك قوة فوق قوة الإنسان خلقت هذا الكون بما فيه من أشياء ... 

أرجو من الله تعالي التوفيق ... والهداية لي ولكل من يريد الحقيقة والهداية والوصول إلي الحق بسمع وببصر وعقل وقلب متفتح لتقبل الحق والحقيقة ... 

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته   

الذنوب ... والرجوع إلي الله

كل أمرء منا خطاء ... والذنوب والمعاصي تحدث من بني آدم سواء رضوا أم حاولوا أن يتوقفوا وهذا أمراً مستحيلاً أن نتوقف عن الخطأ ولكن يجب ألا نتوقف أيضاً عن التوبة ... 

الخطأ حليف بني آدم وهذا أمر واضح وجلي لنا كلنا ... ولكن من رحمة الخالق سبحانه وتعالي أنه يرحمنا ويسامحنا علي مافعلنا عندما نتوب إليه ونرجع له ونستسمحه ونسترضيه ونستغفره وما إلي ذلك من البدء في تصحيح المسار الإنساني ..

التوبة هي أول الطريق إلي ربنا جلا في علاه وأنه يحب التوابين ويحب المتطهرين , كل ذلك من أمر الله تعالي , ولكن علي المرء منا أن لا يأخذ المسألة بأنها سهلة أي     أخطأ ثم أتوب وأضع في نفسي أن المسألة هي (خطأ ثم توبة وخلاص .... ) ... لا المسألة ليست بهذه الطريقة المسألة هي صحيح أن الخالق سبحانه وتعالي يتوب ويسامح ويغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك به , ولكن لا نستخدم هذه التوبة بأننا نبيت الذنب ونعمد للإرتكابه ونقول "إن الله تعالي غفور رحيم " صحيح أن الله تعالي غفور رحيم ولكن لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً , ذلك الإنسان هو من عزم علي أن يخرج من هذه الدائرة ويتوب التوبة النصوح أي لا يعود إلي الذنب مرة آخري ... 

ربنا جلا علاه يفتح باب التوبة لأن المسألة جد خطير , بعضنا ينظر إلي الحياة علي أنها حياة وخلاص وأنها مسألة عادية وغير مهتمين بما هو آت ... هناك حساب خطير ويوم سيشيب فيه الولدان الصغار من أهوال يوم القيامة ومن هذا اليوم الرهيب , الفتن رهيبة ولكننا أيضاً لم نتعلم من درس التوبة شئ وهو أن الله تعالي يفتح الفرصة للتائبين حتي نتوب لله التوبة التي لا نرجع فيها مرة أخري للذنب نفسه وإن عدنا للذنب نتوب إن أرتكبنا نفس الذنوب يتوب الله علينا إلي عدد لا نهائي من المرات ..

ولكن هناك سؤال : الله تعالي يتوب ويغفر الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به , ولكننا من الذي يضمن لنا العمر والحياة لكي نتوب بعد الذنب الذي نرتكبه ؟؟! أي أننا لا نعرف ما هي اللحظة التي سيأتي فيها الموت وهل سنكون تائبين أم سنكون مذنبين أي سنكون علي التوبة أم سنكون علي الذنب ؟؟؟؟

نسأل الله تعالي حسن الخاتمة ونسأله تعالي أن لا يكون غاضب علينا ولا يعاقبنا بذنوبنا ولا يحاسبنا بعدله بل برحمته ومغفرته وكرمه ولطفه وستره علينا جميعاً عباده المؤمنين الراجين رحمته ورضاه ...

هناك من الآيات الموجودة في كتاب الله تعالي وهو القرآن الكريم ثم ما هو موجود في السنة الشريفة من الأحاديث النبوية ما هو فيه تطمين للتائبين بأن الله تعالي يتوب عليهم ويدخلهم في رحمته  , و ما فيه تحذير للعاصين وتخويف لهم من غضب الله تعالي ومن عقابه وعذابه ... ولست بصدد سرد الآيات و الأحاديث النبوية ولكن هو ذكر للذاكرين وتذكره للمؤمنين وتفكر في آيات الرحمن الرحيم ....

الخلاصة : هي أن المؤمن دائم التوبة والرجوع لله تعالي سواء وهو في حالة الطاعة أم وهو في حالة المعصية وسواء هو في حالة القوة أم حالة الضعف وأيضاً سواء كان مختلطاً بالناس أم مختلياً بنفسه ...

أرجو من الله تعالي أن يتوب علينا ولا يعذبنا وهو علينا قادر ويلطف بنا وبحالنا وهو غني عنا وعن العالمين , آمين يارب العالمين ...

وسلام الله عليكم ورحته وبركاته ...    

الاثنين، 4 يوليو 2016

جاذبية الدنيا ...

الأرض لها جاذبيتين 
فالأولي وهي الجاذبية المادية الظاهرة التي هي نعمه من نعّم الخالق جلا علاه علي الخَلقَ التي تجذبنا إلي سطحها ولا نتطاير في الهواء فنرتفع ونصعد إلي طبقات الجو العليا ولا نكون مستقرين علي سطحها ونخرج من مجال الغلاف الجوي وأيضاً ما بقي علي سطحها من شئ حتي الهواء والتراب والماء والصخور وكل شئ .. 

وأما الثانية فإنها باطنة وهي تكمن في مطامعنا فيها وشهواتنا التي نشتهيها وهي الأطماع الدنيوية التي تكون ممثلة في حبنا للإمتلاك مثل إمتلاكنا للأراضي والعقارات ومُتع الدنيا التي نعلمها جميعاً ونتمناها وأيضا طول الأمل والرغبة في مد الأجل والتمسك بهذه الحياة وجمعنا لمزيد من الأموال , ولكن ما عند الله خير من كل ذلك قال تعالي " لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد " أي في الجنة خير لنا من كل شهوات الدنيا البسيطة القليلة الزائلة والتي أيضاً فيها ما يشوب هذه المتع وينقصها دائماً ...

فحقيقة الدنيا مثل ماء البحر كلما شربت منه زت عطشاً والغني الحقيقي هو غني النفس والإقتناع بما في يدك حتي تشعر بأنك غني فمعني الغني في الدنيا هو الشعور بعدم الحاجة للأخرين ولكننا نحن البشر محتاجين لربنا وخالقنا أولاً ثم لبعضنا البعض وقد جعلنا الخالق سبحانه وتعالي سبب في تكافل بعضنا البعض لنسد حاجات بعضنا البعض عن طريق أن كل واحد فينا يعمل مهنة واحدة ويحصل علي بقية المهن في المجتمع ...

التمسك بالفضائل رأس الحكمة والتمسك بالدنيا كمن يريد أن يمسك الهواء أو الماء ... إن أي شئ في هذه الحياة ككل شئ فيها ... القوانين الدائمة فيها هي ( الصراع - التغير - الفناء ) ...

الصراع : كل شئ فيها يصارع بعضه ليحصل علي ما يريد وهو بمعني آخر التنافس فقد قال تعالي حينما أعطي آدم عليه السلام وحواء أم البشر فرصة آخري للتوبة والرجوع عن طريق الحياة داخل هذه الأرض ومحاولة الرجوع إلي الجنة ولكن لابد من التوبة وفعل الطاعات والبعد عن المعاصي والشبهات ,فقد قال تعالي " أهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقرُ ومتاعُ إلي حين " , هناك صراع مع  النفس الشهوانية وصراع مع الشيطان وصراع مع البشر بعضهم علي بعض مثل الحروب والتنافس علي موارد الحياة وصراع الناس داخل المجتمعات وصراع حتي الحيوانات والحشرات والكائنات المجهرية الدقيقة مع بعضهم البعض وصراع في التجارة والصناعة والزراعة وتنافس الشركات والمؤسسات في الربح وزيادة المبيعات وصراع حتي في الوظائف وأداور الحياة والصراع في كل قطاعات الحياة ونواحيها وجوانبها حتي الذرات والإلكترونات هناك الحركة بينهم وتناوب الأدوار والتفاعل الكيميائي كل ذلك وغيره في هذه الحياة شكل من أشكال الصراع والتنافس علي هذه الحياة ...

التغير : فإن هناك أشياء يأتي التغير عليها في هذه الحياة مثلاً تغير في أشكالنا وأمزجتنا وتوجهاتنا وأفكارنا وأنماط حياتنا في كثير من الشياء يكون التغير موجود وفي بعض  المسميات إلا في كتاب الله تعالي ثم سنة نبيه صلي الله عليه وسلم والسنن الكونية التي خلقاها الخالق جلا علاه وفي القوانين التي وضعها الله تعالي وإلا لما وجدنا أنفسنا نعيش حتي الآن ولوجدنا مثلاً الشمس تتغير في ظهورها وحجمها وكذلك القمر والنجوم ومرة تظهر الشمس وتاره آخري لا نجدها فتهلك الحياة أو أن الأرض تدور مرة حول نفسها ومره تتوقف ... فالخالق جلا علاه أراد أن يختص بحفظ الحياة لنا وإلا لكنا قد هلاكنا وما كان لنا وجود من الأساس ... التغير يكون فقط في بعض الأشياء وليس كل الأشياء وهذا من فضل الله تعالي علينا فقد قال تعالي " ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " وهذا بأن الله تعالي قد حفظ السماء والأرض وتكفل بالحفظ والرعاية لنا ولحياتنا ...

الفناء : قال تعالي " كل شئ هالك إلا وجه " أي أن الهلاك محقق لكل مخلوق في هذه الحياة بلا إستثناء وهو قانون عام من الله تعالي الخالق جلا علاه علي الخلق ولكن من وضع القانون وهو الله تعالي لا يسري هذا القانون عليه لأنه هو الحي الذي لا يموت ولا يفني ... 

الخلاصة : أن هذه الدنيا لها جاذبية خطيرة ممثلة في شهواتنا فيها وطموحنا في الحياة والكسب في أي شهوة من الشهوات تكون سواء ( نساء - أموال - أولاد - أراضي - عقار - .... الخ ) كل هذه الشهوات والطموحات النفسية يمكن أن تكون مشروعة في حالة (الزواج والكسب من طريق مشروع وحلال وإنجاب الذرية والكسب من خلال الشراء والبيع ... إلخ ) وإعطاء الزكاة والصدقة في الأموال كما أمر الله تعالي وتنفيذ أوامر الله تعالي في ما أمر ونهي فإن النهاية بإذن الله تعالي تكون خاتمة السعادة لصاحبها (نسأل الله تعالي خاتمة السعادة ) , وكذلك يمكن أن تكون هذه النّعم حرام أو فيها الذنوب والمعاصي إن كانت ( زنا و كسب من طرق غير مشروعة وإنجاب أولاد من سفاح وإستيلاء علي أموال الغير أو السرقة والغش وإستعجال الرزق من أوجه الحرام المختلفة فتكون النهاية مأسوية مروعة في الدنيا وخاصة في الآخرة ... نعوذ بالله تعالي من ذلك...

أرجو من الله التوفيق والنجاح لي ولجميع عباده ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...                     

الدعاء ...

الدعاء إنما هو صله بين العبد وربه جلا علاه , فإن العبد منا يجب أن يدعوا ربه في كل الأمور ...

الدعاء يجعل العبد موصولاً بربه سبحانه وتعالي يرجو رحمته ويتمني رضاه , فالعبد الذي لا يدعوا رب العالمين يغضب عليه ولكن الدعاء يجلب الرزق ويُدخل علي النفس السرور والسعادة ويُعطي الإنسان عطايا لا حدود لها ...

فقد ورد في الحديث القدسي الذي بلغ به رسول الله صلي الله عليه وسلم محدثاً عن رب العزة أن الله عز وجل قال " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أكثر مما يُعطي السائلين " , ليس معني الحديث القدسي أننا نتوقف عن الدعاء وننشغل بالذكر فقط ولكننا نكون موصولين بربنا وخالقنا دائماً وفي كل الأوقات وعلي الإنسان أن يحسن الدعاء فلا يدعوا بِشَراً أو علي أحد ولكن يدعوا بالخير ويستعين بالله ويستعيذ بالله ويدعوا بالرحمه له ولكل مؤمن ومؤمنه يدعوا بدخول الجنة ويرجوا من الله تعالي ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله , أو ما يشاء العبد منا أن يدعوا إلا أن يدعوا بقطيعة رحم أو مثل ذلك ...

والرجاء والدعاء والتوسل لله تعالي والتذلل له كل ذلك يُنقي الإنسان من الشوائب كما ينقي الحديد إذا أدخل في الإنصهار وتحت الحرارة , فإن الحديد إذا أنصهر وذاب وأصبح سائلاً تطفوا الشوائب ويتم إزالتها , كذلك نحن الناس إذا تاب الإنسان وأناب لخالقه ومولاه من المعاصي والخطايا والذنوب ودعا الخالق جلا علاه وهو التواب الرحيم والغفور الودود فإن الله يكون أشد فرحاً بتوبه أحدنا إذا ضاع من أحدنا متاعه أو شئ غالي عنده ثم وجده بعد فتره وقد يأس من أن يجد ضالته التي ينشدها ويبحث عنها ... 

رب العالمين لا يحتاج منا شئ إنما نحن الذين نحتاج إليه هو سبحانه الغني أي لا يحتاج إلي أحد ولكننا نريده وهو سبحانه لا يريد شئ فالعبد الذي دائماً يذهب لخالقه بالدعاء والرجاء يطفئ غضب ربنا جلا علاه لأن في الدعاء تظهر تجليات من الخالق علي عبده سواء مادية أو معنوية والمادية منها أنه يزاد في رزقه ويبارك له الله في أولاده وكثير من الأشياء المادية التي هو يجدها أمامه , والمعنوية يشعر بها العبد منا إذ أنه يحس بها ولا يمكن لكلمات أن توصفها وهي تكون بين الخوف والرجاء ...

الخلاصة : الدعاء وسيلة تحقق للإنسان المنافع في هذه الحياة وفي الآخرة وهي شكل من أشكال الصلة بيننا وبين خالقنا جل علاه وهي نوع من أنواع العباده لله تعالي ...

نرجو من الله التوفيق والسداد وأن نكون من عباده الموصولين به دائماً .. وإلي لقاء آخر في موضوع مقبل , وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...

      

الأحد، 3 يوليو 2016

الفجر وليالً عشر ...

إن الله تعالي قد جعل للفجر قيمة كبيرة في قلوب العابدين والذين يريدون الله تعالي ... أرجو من الله تعالي أن أكون منهم وأن نكون منهم كلنا ..

الفجر مشهود وخاصة قرآن الفجر , لأن ربنا سبحانه وتعالي قد قال عنه أنه مشهود أي تشهده ملائكة النهار وملائكة الليل ...

إننا مقصرين ( وأنا خاصة) في صلاة الفجر وقراءة القرآن وذكر الله , وأننا الآن كعباد لله مبتعدين عن الله مقتربين إلي الدنيا تاركين وراء ظهورنا يوماً قال عنه رب العالمين "ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً " أي يوم القيامة عرفه ربنا جلا علاه بأنه يوماً ثقيلاً من الأهوال والمصائب التي فيه والكربات الموجودة به .. أعاذنا الله بكرمه وجوده وعطفه ورحمته وعفوه ولطفه وستره وجميع أسماءه الحسني ذات الجلال وذا الجمال من أهوال يوم القيامة ...... آمين يارب

ولكن إلي متي ونحن سنظل مقصرين ؟؟!!  

قد أقسم المولي جلال علاه بالفجر وليالي عشر وهي الليالي العشر الأوئل من شهر ذي الحجة ففيهم من الخير لأن الحجيج يكونوا مشغولين بأعمال صالحة كبيرة منها الصلاة والعمرة والحج والطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات والهدي ورجم أبليس ثم من الأعمال التي تتوسط كل ذلك كالتسبيح والحمد والتكبير والإستغفار والدعاء وكثير من الأعمال داخل الأيام العشر , وأعداد الحجاج تكون كبيرة وهي أحب أيام لله تعالي لأن قيمة العمل وحجم العمل لا يكون مثل أي أيام من أيام السنة ..

 فالفجر هو أول بداية اليوم , يكون أغلبنا نائمين , (للأسف) ولكن المصلين الذين ذهبوا لأداء الصلاة في الفجر أخذوا حظهم وأرزاقهم في هذا اليوم , لأن الأرزاق توزع وتقسم في هذه الأوقات قبل ظهور الشمس , أننا لو أدركنا أهمية وقيمة الفجر لأذهبنا إلي المساجد حبواً أي سحفاً علي الأيدي والأرجل ..

هي بادرة ومبادرة لتجديد الإيمان بالله تعالي ومحاولة لإعادة القوة للإنطلاق نحو الله تعالي وتجهيز العمل وإستعداد للبدء من جديد لإثبات أن الإنسان جدير بعبادة الخالق جل علاه وأننا لن نستسلم للكسل والتراخي وأننا لن نلتفت للماضي برمته وما كان فيه من سلبيات والتفكير بإيجابية نحو تحقيق ما لابد وأن نكون عليه من إلتزام لله تعالي ...

أرجو من الله التوفيق والسداد لي وللجميع ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..

ونفسً وما سواها ...

النفس قد تاه فيها العلماء والمفكرين والمثقفين .. و بحث فيه الأطباء والفلاسفة والباحثين ... 

ولكن القرآن الكريم ذكر الله تعالي فيه النفس في مواضع متعدده .. فمثلاً في سورة يوسف قال تعالي " وما أُبرء نفسي إن النفس للآمارة بالسوء " وذلك عند أعتراف أمرأة العزيز بالحق وأرادت عدم إلصاق التهمة ليوسف عليه السلام من أي شبه تشوبه بعد أن أتهمته لتنجي نفسها من العقوبة والخزي , إذاً النفس فيها الجزء الخطير وهو الأمر بالسوء , وجاء في قوله تعالي " ومن نهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوي " أي أن النفس الأمارة بالسوء فيها جزء وهو الهوي أي تهوي وتشتهي وتريد رغبات مكبوتة فيها تريد إشباعها ...

وأيضاً جاء في قوله تعالي " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة " أي أن النفس فيها جزء أو نفس آخري تلوم صاحبها مستقلة عن النفس الأمارة بالسوء , وأن يوم القيامة لن يكون وجود للنفس الأمارة بالسوء بل النفس اللوامة التي تلوم صاحبها علي فعل المعاصي وترك الطاعات ...

وجاء أيضاً في سورة الشمس في قوله تعالي " ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "... أي أن النفس مكونة من جزئين الجزء الأول جزء خبيث يريد الهوي والشرور والشهوات والرغبات المكبوتة دون تعقل والمبدأ مبدأ اللذة وتجنب التقيد وكبت الحرية والأمر بالسوء دائماً , والجانب الآخر جانب خّير ويريد التصحيح وتقويم صاحبها وفيه اللوم علي فعل المعاصي أو أيضاً فعل الخير إن كان ناقصاً فهذ الجانب دائماً هو الجانب الذي يصحح الإنسان ويكون بمثابة المؤشر الذي يوجه ويرشد لعمل الخير ...

الطاعة صعبة ومؤلمة وقد يجد الإنسان التعب والمشقة الرهيبة في آداء ليس فقط العبادات ومشاقها ولكن أيضاً تحمل إذاء الغير وتحمل شرور الناس والنفس والهوي والشيطان ..... الخ وغيرها من العقبات وهي تُرضي رب العالمين لذلك الآجر كبير وهو الجنة , والمعصية سهلة ولذيذة وممتعة ويريدها الإنسان ويحتاج إليها ويتمناها ليشبع نزعات النفس ورغباتها ولكنها تغضب رب العالمين وعقابها الجحيم ... كل ذلك أختبار من الله تعالي علينا فهو أراد أن من يعمل ما أمر هو به سوف يدخل جنته والنعيم المقيم , وأن الذي يعصيه ويعمل ما تأمره به نفسه الأمارة بالسوء سوف يدخل ناره وعذابه ...

ولجام النفس هو التدريب تدريجياً علي آداء الأوامر الإلهية حتي تتعود النفس علي التنفيذ قدر المستطاع والتوبة إن أذنبت ذنباً ولو بسيطاً , وأيضاً الخوف من رب العالمين من عقابه والطمع في ثوابه ...  

ربنا لا تعذبنا في هذه الدار ولا تحت هذه الدار ولا يوم القيامة في النار

 
  أرجو من الله التوفيق والسداد ولجميع المؤمنين , الخطأ والسهو من نفسي ...

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته , وإلي لقاء آخر في موضوع متجدد من مواضيع مدونة إسلامية

القدر ... ومشاعرنا نحوه ...

القدر من إراده الله تعالي ومن تقديره علي عباده من أرزاق وآجال وآمال وحياة وأعمار وأفكار وكل ما يخطر لنا علي بال ومالا يخطر علينا ...

القدر هو من فعل الخالق سبحانه وتعالي وليس من تقديرنا نحن , الأشياء لا تنفعل لنا ولا بقدرتنا وإنما بقدره من قدر ... , وعلي العموم القدر مكتوب ولا مفر منه ...

قد يفهم البعض أن القدر مقدر علينا بمعني أن المجرم مثلاً يفعل فعلته لانه مقدر عليه ذلك , كل منا مقدر له أن يفعل ما يفعله رغماً عن أنفه ... طبعاً ليس الأمر كذلك ..

الأمر هو أن كل منا يفعل أي حركة في الحياة بناء علي إرادة منه كاملة دون إجبار من أحد علي حركته التي يفعلها دون تدخل من أحد ولا إجبار من أحد .. مثلاً الذي يصلي لا أحد يجبره علي الصلاة وإلا لما فعل والذي يسرق مثلاً لم يجبره أحد علي السرقة التي أعتاد عليها وكذلك كل منا يفعل الأفعال والأقوال دون تدخل من أحد وإجبار من أحد علي تصرفاته ...

كل منا له إرادة كاملة في التصرف والقول والفعل ولذلك سوف يجني ما يفعله ويقوله علي هذا النحو ... ولكن بعضنا يفهم القدر بشكل خاطئ .. ويفسره علي هواه الذي يبغاه , فالزاني وشارب الخمر والسارق والقاتل والكافر وكل بفعله الخاطئ أو الصائب له نيه في فعله وإرادة حقيقية لذلك إن تم له الفعل يحاسب علي فعله وقوله لأنه عمد إلي العمل والقول بإرادة منه كامله دون ضغط من أحد عليه ...

مشاعرنا نحو القدر ... بأننا قد نؤذي أنفسنا بأعتقادنا الخاطئ عن القدر فالقدر هو مشيئة الخالق جلا علاه وتقديره ولكن الله تعالي في علمه أن فلان سوف يفعل كذا فيسير العلم الإلهي علي ما كان من أفعالنا وأقوالنا , ولكن في النهاية سوف يكون ما في علم الله ولكن دون ضغط منه سبحانه وتعالي ولا إجبار منه تعالي علي أحداً من خلقه لأنه لا يهمه فعل الفاعلين سواء الصائبين أو الخاطئين أمثالي ... ربنا يسامح كل من أخطأ منا .... آمين 

سوف يجادل كثير منا ويتفق علي القدر ... ولكن الحقيقة هي مسألة إيمان بمشيئة الخالق في كل الأمور من يؤمن بالقدر فهو مؤمن ... ومن يجحد فهو جاحد ...

أرجو من الله التوفيق .. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وإلا لقاء في موضوع آخر قريباً ...   

السبت، 2 يوليو 2016

الشمس والقمر ... آيتين من أيات الله تعالي ...

الشمس والقمر مهما كتبت فيهما فسوف أكون مقصر لأنهما آيتين من آيات الخالق , و أيضاً بهما من العلوم الكونية ما الله بهما عليم وهو العليم الخبير ...

الشمس نجم من نجوم المجرة التي تضم آلآف الشموس والكواكب والأقمار والأجرام السماوية وهي واحدة من عدد لا يعلمه إلا الخالق جلا علاه من المجرات التي العدد فيها يكون مستحيلاً ... لأنه عدد لا يمكن حصره ... 

الشمس قد قال عنها ربنا جلا علاه ووضع بإسمها سورة الشمس من قصار السور في الجزء الأخير من القرآن الكريم , وقد أقسم بها فله أن يقسم بما شاء علي من شاء فهو العليم وله ذلك فقط وحده ونحن البشر والخلق لا ...

فقد قال عنها العليم الحكيم جلا علاه " والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2)" فهما آلتين للتوقيت الزمني قد وضعهما الخالق سبحانه وتعالي لكي نتمكن من العد والحساب لأنفسنا بالنسبة للزمن (اليوم والشهر والسنة) , فالشمس لليوم الليلة والقمر للشهر العربي (كتقويم) للعد والحساب الزمني لنا ...

الشمس قد أثبت العلماء أنها تجري ويتابعها كواكبها السيارة ومنهم الأرض ثالث الكواكب بعداً منها ويتابع الأرض القمر كتابع لها , وقد أراد الخالق سبحانه وتعالي وقدرت مشيئته أن يجعل هذه المنظومة متكاملة الأطراف ولا ينقصها شئ ( فهذا خُلق الله ) ... 

المشككون في وجود الله تعالي ووحدانيته وربوبيته ثم الرسالة الإسلامية والدعوة المحمدية والقرآن الكريم لا يرضوا أن يستمعوا إلي الحق وإلي العقل ويستمعوا فقط إلي العادات الإجتماعية وعلي ما ألفوا آبائهم عليه من العقائد الفاسدة ... 

إن الغرب قد فطن نسبه منهم أن الإسلام هو طريق الصواب وأن غيره هو الضلال بعينه , الشمس والقمر قد أرادهما الخالق سبحانه وتعالي بأن يكونا آيتين ماديتين وأيضاً معنويتين , بمعني أنهما موضحين للحقيقة الكونية والفطرية بأنهما : أولاً - من الذي خلقهما ووجدهما في الحياة ؟ ثانياً - من الذي حركمها وحرك كل الأجرام السماوية بهذا النظام المتقن ؟! - ثالثاً - من الذي جعلهما آلتين للزمان ؟ولما ؟ - رابعاً - من الذي أعطي للشمس هذه الخصائص مثل الوقود والتفاعل النووي والإندماج النووي وقوة الجاذبية والمغناطيسية وقوة الحرارة فقد تبلغ درجة الحرارة في باطن الشمس فوق 20 مليون درجة مئوية ؟!! خامساً - من الذي وضعهما علي هذه المسافات الثابتة وحرك كل شئ في مسار منتظم ومُنظم ودور كل شئ وأداره بدون خلل أو تضارب فلم نجد أحد من الأجرام السماوية أصطدم بالآخر فعمد علي أختلال المنظومة كلها مثلاً في المنظومة الشمسية التي نحن جزء منها ؟؟!!!

كل هذه الأسئلة وأكثر منها متاحة للجميع وعلينا وعلي العاقل أن يجيب عنها بنفسه , فقد قال تعالي " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابقُ النهار وكلُ في فلك يسبحون " سورة يس .

هناك من الدلائل الكونية الكثير لكي يفكر الإنسان أن هناك خالق قد خلق كل شئ ويريد أن يُعلم الإنسان أنه لا إله إلا الله وأنه رب كل شئ وخالقه وهو الغني عنا وعن العالمين .

الشمس والقمر عبارة عن شئ من دليل علي وجود الخالق وإذا أراد الإنسان أن ينظر إلي أي شئ ليعرف ذلك فلينظر إلي نفسه , فقد قال تعالي " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " 
الكلام جميل والإيمان أجمل , وما فاتني من ذكر فهو أكثر والسهو هو حليفي والخطأ , أرجو من الله أن يتقبل مني ذلك فهو القادر علي كل شئ ..

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ... أشكر الجميع ... وإلي لقاء آخر في موضوع مُقبل بمشيئة الله تعالي ..

المسلم ... من هو ؟؟

المسلم هل يا تري هو الذي يصلي أكثر من غيره ؟؟!! أو الذي يقوم الليل أكثر ؟ أو الذي يذهب فيجاهد في الحرب !! أم الذي يتصدق ؟! أم ... أم ...

المسلم كما عّرفه رسول الله صلي الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم ".

إذا المسلم هو الذي أسلم وجه وقلبه وجسده إلي الله تعالي الذي خلقه ووجده في هذا الكون وفي هذه الحياة لأجل أن يعبده ولا يشرك به شئً.

كما أن الله تعالي قال في إبراهيم عليه السلام , قال تعالي " وإن من شعيته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم " , القلب السليم , قلب ليس مريض بأي مرضي (ليس المقصود بمرض عضوي ) ولكن المقصود مرض نفسي الذي هو ممتلئ بالشهوات والرغبات الدنيوية وأيضاً سليم من الشح والبخل والكذب وسليم من الشرك سواء الأصغر والأكبر , هذا هو المسلم الذي سلم الله تعالي قلبه من أمراض الدنيا وشهواتها هذا والله أعلم ..

المسلم هو الذي لا يتعدي علي غيره باليد ولا باللسان أي بالقول ولا بالفعل لأنه لا يؤذي أحداً لأجل الله تعالي لأجل أن يأتيه سليم القلب والقالب (أي الجسد) .

كل ما يهم المرء المسلم ليس المظهر ولكن الجوهر , مثلاً الذي يذهب للصلاة في المسجد قد ينظر المرء إليه أنه ملتزم ومواظب علي مواقيت الصلاة ولكننا لا نعلم ما هو قلبه , وكذلك كل العبادات في الاسلام , ولكنني لا تعني كلاماتي أنني أقول أن الذي يلتزم بمواقيت الصلاة مشكوك في أمرة (لا بالطبع) ولكن القلب لا يعلمه إلا الله هذا ما أود أن أقوله أننا لا يجب أن نحكم علي الآخرين بأي شكل لا بزيادة العمل ولا بنقصانه ...   

أيضاً من الواضح أن البعض قد يتداخل في الفهم بين الإسلام و الإيمان وكذلك الإحسان هم كبناء أولهم الإسلام وقمته الإحسان والإيمان يتوسطهما :
 _____
|الإحسان|
|           |
|             |
|    الإيمان    |
|                  |
|                     |
|      الإســــــــلام       |
|________________|

 فالإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن أستطاع إليه سبيلاً .

والإيمان : الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر و القدر شره وخيره .

والإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك .

لو أننا نظرنا إلي الكلمات لوجدنا أنها مثل بناء لها قاعدة والقاعدة كبيرة فالإسلام كلماته وأوامره كبيرة أما الإيمان كلماته أقل والإحسان كلماته أقل منهما .

ولكن كلما صعدت وجدت المسألة أقوي وأشق في البداية ولكن مع تدريب النفس علي الطاعة لوجدت أن المسألة سهلة لأن الله سهل عليك ... 

إن التوفيق من الله تعالي والسهو من نفسي والموضوع كأي موضوع في المدونة إنما هي نبذات مختصرة جداً ومتواضعة أردت بها تنبيه نفسي والقارئ العزيز ..

الشكر لله ثم الجميع ... وسلام الله تعالي ورحمته وبركاته ...

متصلة علي الشيخ/وليد إسماعيل|تائبة كانت شيعية - تقول"عن المعممين :الحساب يوم القيامة بيد الأمام علي بن أبي طالب "!!

في هذا الفيديو :  متصلة - كانت شيعية - ولكن الله تعالي أضاء قلبها للايمان به فتابت واتصلت علي الشيخ / وليد إسماعيل - وتقول :   أن الشيعة &q...

بنر

PropellerAds