مدونتي المتنوعة - My blog is diverse: جاذبية الدنيا ...

الاثنين، 4 يوليو 2016

جاذبية الدنيا ...

الأرض لها جاذبيتين 
فالأولي وهي الجاذبية المادية الظاهرة التي هي نعمه من نعّم الخالق جلا علاه علي الخَلقَ التي تجذبنا إلي سطحها ولا نتطاير في الهواء فنرتفع ونصعد إلي طبقات الجو العليا ولا نكون مستقرين علي سطحها ونخرج من مجال الغلاف الجوي وأيضاً ما بقي علي سطحها من شئ حتي الهواء والتراب والماء والصخور وكل شئ .. 

وأما الثانية فإنها باطنة وهي تكمن في مطامعنا فيها وشهواتنا التي نشتهيها وهي الأطماع الدنيوية التي تكون ممثلة في حبنا للإمتلاك مثل إمتلاكنا للأراضي والعقارات ومُتع الدنيا التي نعلمها جميعاً ونتمناها وأيضا طول الأمل والرغبة في مد الأجل والتمسك بهذه الحياة وجمعنا لمزيد من الأموال , ولكن ما عند الله خير من كل ذلك قال تعالي " لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد " أي في الجنة خير لنا من كل شهوات الدنيا البسيطة القليلة الزائلة والتي أيضاً فيها ما يشوب هذه المتع وينقصها دائماً ...

فحقيقة الدنيا مثل ماء البحر كلما شربت منه زت عطشاً والغني الحقيقي هو غني النفس والإقتناع بما في يدك حتي تشعر بأنك غني فمعني الغني في الدنيا هو الشعور بعدم الحاجة للأخرين ولكننا نحن البشر محتاجين لربنا وخالقنا أولاً ثم لبعضنا البعض وقد جعلنا الخالق سبحانه وتعالي سبب في تكافل بعضنا البعض لنسد حاجات بعضنا البعض عن طريق أن كل واحد فينا يعمل مهنة واحدة ويحصل علي بقية المهن في المجتمع ...

التمسك بالفضائل رأس الحكمة والتمسك بالدنيا كمن يريد أن يمسك الهواء أو الماء ... إن أي شئ في هذه الحياة ككل شئ فيها ... القوانين الدائمة فيها هي ( الصراع - التغير - الفناء ) ...

الصراع : كل شئ فيها يصارع بعضه ليحصل علي ما يريد وهو بمعني آخر التنافس فقد قال تعالي حينما أعطي آدم عليه السلام وحواء أم البشر فرصة آخري للتوبة والرجوع عن طريق الحياة داخل هذه الأرض ومحاولة الرجوع إلي الجنة ولكن لابد من التوبة وفعل الطاعات والبعد عن المعاصي والشبهات ,فقد قال تعالي " أهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقرُ ومتاعُ إلي حين " , هناك صراع مع  النفس الشهوانية وصراع مع الشيطان وصراع مع البشر بعضهم علي بعض مثل الحروب والتنافس علي موارد الحياة وصراع الناس داخل المجتمعات وصراع حتي الحيوانات والحشرات والكائنات المجهرية الدقيقة مع بعضهم البعض وصراع في التجارة والصناعة والزراعة وتنافس الشركات والمؤسسات في الربح وزيادة المبيعات وصراع حتي في الوظائف وأداور الحياة والصراع في كل قطاعات الحياة ونواحيها وجوانبها حتي الذرات والإلكترونات هناك الحركة بينهم وتناوب الأدوار والتفاعل الكيميائي كل ذلك وغيره في هذه الحياة شكل من أشكال الصراع والتنافس علي هذه الحياة ...

التغير : فإن هناك أشياء يأتي التغير عليها في هذه الحياة مثلاً تغير في أشكالنا وأمزجتنا وتوجهاتنا وأفكارنا وأنماط حياتنا في كثير من الشياء يكون التغير موجود وفي بعض  المسميات إلا في كتاب الله تعالي ثم سنة نبيه صلي الله عليه وسلم والسنن الكونية التي خلقاها الخالق جلا علاه وفي القوانين التي وضعها الله تعالي وإلا لما وجدنا أنفسنا نعيش حتي الآن ولوجدنا مثلاً الشمس تتغير في ظهورها وحجمها وكذلك القمر والنجوم ومرة تظهر الشمس وتاره آخري لا نجدها فتهلك الحياة أو أن الأرض تدور مرة حول نفسها ومره تتوقف ... فالخالق جلا علاه أراد أن يختص بحفظ الحياة لنا وإلا لكنا قد هلاكنا وما كان لنا وجود من الأساس ... التغير يكون فقط في بعض الأشياء وليس كل الأشياء وهذا من فضل الله تعالي علينا فقد قال تعالي " ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " وهذا بأن الله تعالي قد حفظ السماء والأرض وتكفل بالحفظ والرعاية لنا ولحياتنا ...

الفناء : قال تعالي " كل شئ هالك إلا وجه " أي أن الهلاك محقق لكل مخلوق في هذه الحياة بلا إستثناء وهو قانون عام من الله تعالي الخالق جلا علاه علي الخلق ولكن من وضع القانون وهو الله تعالي لا يسري هذا القانون عليه لأنه هو الحي الذي لا يموت ولا يفني ... 

الخلاصة : أن هذه الدنيا لها جاذبية خطيرة ممثلة في شهواتنا فيها وطموحنا في الحياة والكسب في أي شهوة من الشهوات تكون سواء ( نساء - أموال - أولاد - أراضي - عقار - .... الخ ) كل هذه الشهوات والطموحات النفسية يمكن أن تكون مشروعة في حالة (الزواج والكسب من طريق مشروع وحلال وإنجاب الذرية والكسب من خلال الشراء والبيع ... إلخ ) وإعطاء الزكاة والصدقة في الأموال كما أمر الله تعالي وتنفيذ أوامر الله تعالي في ما أمر ونهي فإن النهاية بإذن الله تعالي تكون خاتمة السعادة لصاحبها (نسأل الله تعالي خاتمة السعادة ) , وكذلك يمكن أن تكون هذه النّعم حرام أو فيها الذنوب والمعاصي إن كانت ( زنا و كسب من طرق غير مشروعة وإنجاب أولاد من سفاح وإستيلاء علي أموال الغير أو السرقة والغش وإستعجال الرزق من أوجه الحرام المختلفة فتكون النهاية مأسوية مروعة في الدنيا وخاصة في الآخرة ... نعوذ بالله تعالي من ذلك...

أرجو من الله التوفيق والنجاح لي ولجميع عباده ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متصلة علي الشيخ/وليد إسماعيل|تائبة كانت شيعية - تقول"عن المعممين :الحساب يوم القيامة بيد الأمام علي بن أبي طالب "!!

في هذا الفيديو :  متصلة - كانت شيعية - ولكن الله تعالي أضاء قلبها للايمان به فتابت واتصلت علي الشيخ / وليد إسماعيل - وتقول :   أن الشيعة &q...

بنر

PropellerAds