القدر من إراده الله تعالي ومن تقديره علي عباده من أرزاق وآجال وآمال وحياة وأعمار وأفكار وكل ما يخطر لنا علي بال ومالا يخطر علينا ...
القدر هو من فعل الخالق سبحانه وتعالي وليس من تقديرنا نحن , الأشياء لا تنفعل لنا ولا بقدرتنا وإنما بقدره من قدر ... , وعلي العموم القدر مكتوب ولا مفر منه ...
قد يفهم البعض أن القدر مقدر علينا بمعني أن المجرم مثلاً يفعل فعلته لانه مقدر عليه ذلك , كل منا مقدر له أن يفعل ما يفعله رغماً عن أنفه ... طبعاً ليس الأمر كذلك ..
الأمر هو أن كل منا يفعل أي حركة في الحياة بناء علي إرادة منه كاملة دون إجبار من أحد علي حركته التي يفعلها دون تدخل من أحد ولا إجبار من أحد .. مثلاً الذي يصلي لا أحد يجبره علي الصلاة وإلا لما فعل والذي يسرق مثلاً لم يجبره أحد علي السرقة التي أعتاد عليها وكذلك كل منا يفعل الأفعال والأقوال دون تدخل من أحد وإجبار من أحد علي تصرفاته ...
كل منا له إرادة كاملة في التصرف والقول والفعل ولذلك سوف يجني ما يفعله ويقوله علي هذا النحو ... ولكن بعضنا يفهم القدر بشكل خاطئ .. ويفسره علي هواه الذي يبغاه , فالزاني وشارب الخمر والسارق والقاتل والكافر وكل بفعله الخاطئ أو الصائب له نيه في فعله وإرادة حقيقية لذلك إن تم له الفعل يحاسب علي فعله وقوله لأنه عمد إلي العمل والقول بإرادة منه كامله دون ضغط من أحد عليه ...
مشاعرنا نحو القدر ... بأننا قد نؤذي أنفسنا بأعتقادنا الخاطئ عن القدر فالقدر هو مشيئة الخالق جلا علاه وتقديره ولكن الله تعالي في علمه أن فلان سوف يفعل كذا فيسير العلم الإلهي علي ما كان من أفعالنا وأقوالنا , ولكن في النهاية سوف يكون ما في علم الله ولكن دون ضغط منه سبحانه وتعالي ولا إجبار منه تعالي علي أحداً من خلقه لأنه لا يهمه فعل الفاعلين سواء الصائبين أو الخاطئين أمثالي ... ربنا يسامح كل من أخطأ منا .... آمين
سوف يجادل كثير منا ويتفق علي القدر ... ولكن الحقيقة هي مسألة إيمان بمشيئة الخالق في كل الأمور من يؤمن بالقدر فهو مؤمن ... ومن يجحد فهو جاحد ...
أرجو من الله التوفيق .. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وإلا لقاء في موضوع آخر قريباً ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق