في زمن قد أتي وفي يوم من أيامنا الذي نعيشه يجد "سالم" نفسه وحيداً في عالم قد ملئ بالفتن والمصاعب ككل الشباب الذين في مثل سنه وعمره .
لم يرضي أن يستمر في معاناته النفسيه التي يعيش بداخلها ويريد أن يحيا حياة طيبة ويريد أن يجد لنفسه طريقاً ولو ضيق يستطيع أن يمر منه لينفذ إلي بر الأمان .
فبحث عن عمل بكل جد واجتهاد ، فوجد نفسه أمام شركة تعلن عن نفسها وتريد سائقين .
فقدم الأوراق الخاصة به - كما يعمل كل منا يريد وظيفة وفرصة عمل - ولما قدم إلي الدخول إلي المقابلة الشخصية لصاحب العمل أو الموكل بالأمر ، قد سأله صحاب المقابلة بالأتي :
س : الإسم | سالم
س : السن | 24 سنة .
س : المؤهل الدراسي | دبلوم المدارس الثانوية 5 سنوات .
س : رخصة القيادة | ثانية .
س : درجة الأحتراف في قيادة السيارة | ممتازة .
س : كم سنة تقود سيارات | 5 سنوات متتالية .
...
ظل سالم يجيب عن كل سؤال يوجه إليه حتي أنصرف وهو يشعر بالأمل في أن يتم توظيفه في هذه الشركة .
في نهاية اليوم توجه إلي بيته ليستريح من عناء اليوم .
وقد شعر بالعطش والجوع فشرب وتناول بعض الطعام الذي قد ترك بعضاً منه أمس في الثلاجة .
وذهب بعد قليل إلي سريره ليستريح وينام .
فأخلد إلي النوم وهو يفكر هل سيتصلوا عليّ أم لا ؟!
وبعد لحظات قد حلم بأنه في طريق طويل ويمر علي جسر ضيق وصعب ويمشي عليه ببطئ شديد , ويريد ان يسير بسرعة فلا يقدر علي المشئ والمضي إلا خطوات بسيطة وبشكل متقطع ..
وقد خرج من هذا الحلم وفاق علي جرس المنبه الخاص به وسارع إلي إسكاته ..
وفكر فيما رأي من مشهد , وربط بذلك حاله الواقعي الذي هو فيه ..
ثم دعا ربه قائلاً " اللهم أفرج علي وأرزقني عملاً صالحاً "
وفي النهار .. قد رن هاتفه المحمول - وجد رقم لا يعرفه - فظن أن هذا الرقم من أحد يعرفه ولكن لم يقم بتسجيله في دليل الهاتف .
فوجد صوت رجلاً يقول له : الاستاذ سالم ؟
سالم : نعم
المتكلم : أنا مدير العاملين بالشركة وكنت أمتحنك أمس . قد وجدنا فرصة عمل لديك . ولكن سوف نختبرك في القيادة بسيارة الشركة , إن قدرت أن تجتاز الاختبار فسوف نقرر تعيينك بصفة دائمة .
سالم : شكراً لحضرتك , فقد ظننت أن هذا حلم كبير أن أعمل لديكم , ولكن الله سبحانه وتعالي قد أستجاب لي . شكراً وسوف أكون عند حسن ظنكم .. هل أتي اليوم أم غداً ؟ ..
المدير : إذا اردت اليوم فمن الممكن , ولكن من الأفضل أن تاتي الغد حتي يكون من أول اليوم , ونحتسب راتبك من الغد ..
سالم : سوف أكون لدي سيادتك غداً بأمر الله باكراً ومن الصباح الباكر .
المدير : شكراً , وانتظرك غداً .
سالم : أنا المفروض أني أشكر حضرتك , في سلام الله يا فندم .
المدير : مع السلامة .
أغلق سالم هاتفه , وهو فرح ومسرور وسعيد بما سمع وقد تحقق له ما اراد ، فهي شركة مرموقة وراتبها كبير بالنسبة لشاب مثله ويوجد بها حوافز للمجتهدين .
جهز "سالم" ملابسه التي سوف يرتديها غداً عندما سيذهب إلي عمله الجديد .
فراح يجهز نفسه ويختار أفضل شئ يرتديه .
وبعد التجهيز ظل يحمد الله تعالي بأن يوفقه ويجعله في أحسن حال وأن يؤدي واجبه نحو عمله .
وفي الصباح .. سار " سالم " يردد الأذكار والحمد لله وان يوفقه الله وان يعينه علي أداء عمله وان يحميه من أخطار القيادة وأخطار الطريق ..
وقد أختبر "سالم " ونجح في أختباره بجدارة وظل يعمل ويؤدي واجبه وفي نهاية اليوم قد ركن سيارة العمل في المكان المخصص لها في مقر الشركة .
وعمله الجديد بأن يقوم بتوصيل البضائع في المخازن للشركة التي تبيع الكثير من البضائع والسلع والأجهزة الكهربية .
وبعد نهاية اليوم سار إلي مسكنه ليرتاح وأثناء النوم ... حلم وكأنه يسير في طريق مظلم ولم يجد نفسه إلي أي يسير وإلي أي درب يسلك ، وبعد فترة من الحيرة بدأ يظهر له بصيص من النور والأمل له ليجد نفسه يجري نحوه وظل يجري نحو هذا النور حتي وجد نافورة مياه وحديقة رائعة الجمال وأشجار وثمار وطيور جميلة المنظر ، وظل يتسائل حتي وجد رجلاً كبيراً في السن فقال له :
سالم : أين نحن ؟
الشيخ : نحن في حديقة للذين قد أحتاروا ولم يجدوا إلا هذا الطريق .
سالم : وأي طريق نحن ؟
الشيخ : ألا تعرف ؟
سالم : إذا كنت أعرف لما أسأل إذاً !!
الشيخ : نحن في طريق يسلكه العارفين والسعداء والذين يريدوا أن يصلوا إلي الحقيقة .
سالم : وأي حقيقة هي إذاً التي يريدها العارفين والسعداء ؟
الشيخ : الحقيقة هي السعادة وبر الأمان .
سالم : بالله عليك لا تحيرني .. أخبرني ولا تجعلني أسير معك في دروب كثيرة فقد جعلتني أرتبك أكثر ، أين نحن ؟
الشيخ : نحن في أول الطريق للذين يريدوا أن يصلوا لما بعد هذه الحياة .
سالم : وهل بعد هذه الحياة حياة آخري ؟
الشيخ : نعم ، هل تريد أن تصل إلي بر الأمان ، ألا تشعر بأنك في رحلة وتريد أن تعرف متي النهاية ومنتهي هذه الحياة ؟
سالم : نعم ، أريد أن أعرف وأن اصل لبر الأمان واكون من الذين قد سعدوا بمعرفة الحقيقة .
الشيخ : كن مع من خلقك وأرجع إليه وأعرف أنه لا يوجد إله إلا الرب الخالق العظيم الذي خلق كل هذا الكون .
سالم : أناس كثيرون يعرفوا ذلك ، ولكن أريد أن أصل .
الشيخ : توكل علي الله فهو حسبك ويكفيك ويرضيك .
... أستيقظ ( سالم ) علي ذلك ، وهو فرح ومتعجب في نفس الوقت وهو يقول في نفسه هل هذا الرجل الذي رأيته موجود في الحياة أم أن مجرد شخص قال لي ما قاله ؟!
قام ( سالم ) ورتب بعض أموره في منزله وجهز شئ يأكله , وبعد الأكل ، صلي لله ما عليه من صلاة ثم ، أحضر كوباً من الشاي وهو يشاهد شئ علي التلفاز وظل يبحث في التلفاز ليبحث عن شئ يشاهده ، وبعد قليل أغلق التلفاز .
وبعد فترة أرتدي ثيابه وخرج من المنزل وسار نحو الشارع وفي الطريق سار إلي المترو وحجز تذكره ووجد نفسه قدمه تسير وكأنه لا يدري أي طريق يمشي فيه ولكن كان عليه أن يسير وكانه مسلوب الأرادة ويريد أن يسير ويمشي ..
وبعد قليل جاء المترو وفتحت الأبواب، فإذا به يجد نفسه أمام نفس الشخص الذي رأه في المنام ( الشيخ الكبر الذي رآه في المنام )
فتردد قليلاً علي أن يتحدث إليه ولكن أقدم علي هذه الخطوة , فقال له :
سالم : السلام عليكم . لقد رأيت حضرتك قبل ذلك ، وبالله إني جاد في ذلك ولا تعتبرني مجنوناً أو مثل ذلك ولكن بالله هي الحقيقة .
الشيخ : وهل وجدت الحقيقة ؟
سالم : هل أنت تعرف ما أريد ؟! أني قد رأيتك في المنام منذ أكثر من ساعة وقد سألتك عن أسأله وكنت تجيب علي ولكن بشكل من الألغاز فبالله عليك هل تصدقني إذا قلت لك ذلك ؟!
الشيخ : لا تتعجب يا بني ولكن ما رأيته صدق ، واني أعرف أن لديك أساله كثيرة وبداخلك علامات أستفاهم كثيرة ، وأريد أن لا أطيل عليك لا تتحير فإن الحياة ليست محتاجة لذلك كله , الطريق واضح وعليك أن تسلك الطريق
سالم : أين نحن ؟
الشيخ : نحن في حديقة للذين قد أحتاروا ولم يجدوا إلا هذا الطريق .
سالم : وأي طريق نحن ؟
الشيخ : ألا تعرف ؟
سالم : إذا كنت أعرف لما أسأل إذاً !!
الشيخ : نحن في طريق يسلكه العارفين والسعداء والذين يريدوا أن يصلوا إلي الحقيقة .
سالم : وأي حقيقة هي إذاً التي يريدها العارفين والسعداء ؟
الشيخ : الحقيقة هي السعادة وبر الأمان .
سالم : بالله عليك لا تحيرني .. أخبرني ولا تجعلني أسير معك في دروب كثيرة فقد جعلتني أرتبك أكثر ، أين نحن ؟
الشيخ : نحن في أول الطريق للذين يريدوا أن يصلوا لما بعد هذه الحياة .
سالم : وهل بعد هذه الحياة حياة آخري ؟
الشيخ : نعم ، هل تريد أن تصل إلي بر الأمان ، ألا تشعر بأنك في رحلة وتريد أن تعرف متي النهاية ومنتهي هذه الحياة ؟
سالم : نعم ، أريد أن أعرف وأن اصل لبر الأمان واكون من الذين قد سعدوا بمعرفة الحقيقة .
الشيخ : كن مع من خلقك وأرجع إليه وأعرف أنه لا يوجد إله إلا الرب الخالق العظيم الذي خلق كل هذا الكون .
سالم : أناس كثيرون يعرفوا ذلك ، ولكن أريد أن أصل .
الشيخ : توكل علي الله فهو حسبك ويكفيك ويرضيك .
... أستيقظ ( سالم ) علي ذلك ، وهو فرح ومتعجب في نفس الوقت وهو يقول في نفسه هل هذا الرجل الذي رأيته موجود في الحياة أم أن مجرد شخص قال لي ما قاله ؟!
قام ( سالم ) ورتب بعض أموره في منزله وجهز شئ يأكله , وبعد الأكل ، صلي لله ما عليه من صلاة ثم ، أحضر كوباً من الشاي وهو يشاهد شئ علي التلفاز وظل يبحث في التلفاز ليبحث عن شئ يشاهده ، وبعد قليل أغلق التلفاز .
وبعد فترة أرتدي ثيابه وخرج من المنزل وسار نحو الشارع وفي الطريق سار إلي المترو وحجز تذكره ووجد نفسه قدمه تسير وكأنه لا يدري أي طريق يمشي فيه ولكن كان عليه أن يسير وكانه مسلوب الأرادة ويريد أن يسير ويمشي ..
وبعد قليل جاء المترو وفتحت الأبواب، فإذا به يجد نفسه أمام نفس الشخص الذي رأه في المنام ( الشيخ الكبر الذي رآه في المنام )
فتردد قليلاً علي أن يتحدث إليه ولكن أقدم علي هذه الخطوة , فقال له :
سالم : السلام عليكم . لقد رأيت حضرتك قبل ذلك ، وبالله إني جاد في ذلك ولا تعتبرني مجنوناً أو مثل ذلك ولكن بالله هي الحقيقة .
الشيخ : وهل وجدت الحقيقة ؟
سالم : هل أنت تعرف ما أريد ؟! أني قد رأيتك في المنام منذ أكثر من ساعة وقد سألتك عن أسأله وكنت تجيب علي ولكن بشكل من الألغاز فبالله عليك هل تصدقني إذا قلت لك ذلك ؟!
الشيخ : لا تتعجب يا بني ولكن ما رأيته صدق ، واني أعرف أن لديك أساله كثيرة وبداخلك علامات أستفاهم كثيرة ، وأريد أن لا أطيل عليك لا تتحير فإن الحياة ليست محتاجة لذلك كله , الطريق واضح وعليك أن تسلك الطريق
.
للقصة تكملة ... تابعونا
تعليقات
إرسال تعليق
الرجاء عدم التعليق بشكل مسئ أو يخرج عن حدود الأدب والأخلاق العامة