حينما يأتي شهر رمضان نحرم أنفسنا من الطعام والشراب ونحاول السيطرة علي طبائعنا ونحاول التحكم في غضبنا قد المستطاع ....
إن رمضان عبادة فرضها الخالق سبحانه وتعالي علي كل مؤمن ومؤمنة يؤمن بيوم الحساب وعلي البالغ العاقل الراشد .
وهو ركن من أركان الإسلام الذي لا يقوم بناء الإسلام إلا علي أركانه كلها ماعدا الركن الأخير وهو الحج فهو لمن أستطاع إليه سبيلاً أي القادر عليه مادياً وجسدياً .
فرمضان هو شهر يعود الجسد والمعدة علي الصوم والإمساك عن الطعام والشراب والشهوة , فإننا نحن البشر لا نريد قيود علي حرياتنا ولكن الصوم فريضة تعود الإنسان علي تحجيم شهواته وتقيدها فيستطيع عن طريق العبادة هذه وأيضاً جميع العبادات أن يدرب نفسه علي طاعة الخالق جل في علاه وأن يتقيه ويخافه ويعود إليه إذا أخطأ ويدرب نفسه علي الطاعة والتوبة والإنابة إلي خالقه ومولاه .
رمضان شهر تقويم النفس وتهذيب الخُلق وإصلاحُ بين الناس وتحكيم العقل والإيمان , وتقارب الناس .
إن رمضان شهر يجعل الفرد القادر يشعر بغيره غير القادر سواء مادياً وجسدياً ويجعل المرء يزيد عنده الإحساس بالفقراء والمحتاجون وذوي الحاجة والغير قادرين علي كساء أطفالهم وإطعامهم وأيضاً الذين لا يستطيعون أن يأتوا لأنفسهم وأولادهم بالدواء اللازم ...
أي بيت الآن ينفق الكثير من المال وأحتياجات البيت كثيرة ولا تنتهي لأن الحياة مستمرة وغير متوقفه عند حد إلا أن تأتي الساعة التي أخبرنا بها رب العزة جل في علاه , فكل حي من الأحياء السكانية لو أدركنا عدد المحتاجين الذين يستحقون الزكاة والصدقة لما كان هناك محتاج واحد أو واحدة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ...!!!
ولكن الفائدة تأتي من شهر رمضان أن نعلم أن الطعام الكثير والجميل سوف يتحول بعد ذلك إلي مخرجات تتأذي منها النفس , والعبرة في إسعاد الآخرين وليس في إسعاد النفس فقط , و رمضان ليس شهر شهوات وفرجة علي التلفاز ومتابعة البرامج والمسلسلات وحل الفوازير والألغاز ولكن شهر عباده وتقرب إلي لله بالأعمال الصالحة لأنها ستكون حصيلة الزارعين وثمرة الحاصدين ....
موضوع الصوم موضوع لا يمكن حصره في مقال أو مشاركة مثل هذه فإن الكلمات لا تنتهي في مثل هذا المقام ولكن هي تذكرة للمؤمن وتفكر في أن رمضان يأتي وينتهي بسرعة كبيرة ولا نشعر بمروره لانه يمر بسرعة ولكن علينا أن ننتبه لما فيه من خيرات متعدده منها علي سبيل المثال ليله القدر التي هي أفضل من الف شهر لو أننا أدركناها لكانت خير لنا من الدنيا وما عليها من متاعها الزائل المنتهي ...
إن أصبت فمن الله تعالي وفضله وإن أخطأت فمن نفسي ..
-- الموضوع ملك مدونة إسلامية والنشر والإقتباس متاح للجميع بغرض الإفادة --
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق