الصدقة : هي أتيه من الصدق .
حينما يأتي رجل إليك أو مُحتاج فإنه يقوم بسؤالك عن شئ تعطيه له , فإنك إن كنت صادقاً لن تقول له ليس معي شئ أعطه لك وفي بعض الأحيان قد لا ترغب في ذلك (يأتي للفرد منا هذا الأمر داخلياً في النفس) , فإذا أردت أي صدقت في قولك وفعلك وأعطيته شئ ولو يسير (بسيط) ولكننا قد نغير القول بأننا لا نستطيع أن نعطيك شئ لإننا ( في معني الكلام أي نريد أن قول ليس معنا شئ نعطه لك ) نقول " الله يسهل عليك " , " أو يفتح الله عليك " أو أي عبارة آخري , فإن هذا الأمر يعني أننا لو صدقنا في النية لصدقنا في العمل والقول ...
الصدقة هي تصديق بنعمة الله وأن الله الذي أعطي النعم ومنها المال يختبر من يعطيه لكي يراه هل سيصدق ويُخرج شئ يجود به علي من يحتاج أم سيبخل ويكذب علي المحتاجين ( بأي إدعاء )؟؟!!
إن الصدقة تطهر النفس من البخل والشح وتجعل الذين لديهم المال يشعرون بمن ليس لديهم ذوي الإحتياجات مثل ( الأرملة الغير قادرة علي الإنفاق علي أولادها ومن تعول - المسكين الذي ليس لديه مأوي ولا شئ يعينه علي الحياة , الفقير الذي ليس لديه مال , .... الأسر الفقيرة التي لا تجد ما تأكله أو ما تواري به الجسد ... ومن يحتاجون إلي الدواء ولا يقدرون علي شراء الدواء أو العلاج ... الذين ليس لديهم مقدره مادية علي أن ينفقوا علي أولادهم لكي يتمكنوا من الدراسة في المدارس أو الجامعات ,...., الخ )
المجتمع عن طريق الصدقات والزكاة يقدر علي أن يسدد أحتياجاته ويسد حاجة المحتاجين إذ ما توجهت الصدقات إلي من يستحقون وتوجت الصدقات إلي أبوابها الصحيحة التي شرعها الخالق سبحانه وتعالي في قوله " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةُ من اللهِ والله عليمُ حَكيم "
المجتمع الذي تكون فيه قيمة الصدقة وجمعها وإخراجها في أبوابها المشروعة فإنه يكون خالياً من (الشحاتين أو المتسولين في الطرق والشوارع والزقق ومواقف السيارات ومداخل البنوك والأسواق والمحال التجارية ... الخ ) .
عن طريق الصدقة والزكاة يكاد يخلو المجتمع من المشكلات التي نعاني منها الآن علي سبيل المثال لا الحصر ( العنوسة - البطالة - الجهل - الفقر - سوء التعليم - الأمراض - ..... الخ )
فالعنوسة : لو أن الصدقات والزكاة طبقت علي الشركات والمؤسسات الأهلية والجمعيات والمصانع والمحال وكل القطاعات الموجودة في المجتمع لعمل كل شاب وقدر علي الزواج ثم تختفي ظاهرة العنوسة بأمر الله جلا علاه .
البطالة : سينشئ في المجتمع جميع الأعمال وتكثر الإحتياجات علي العمل وسيكثر الطلب في سوق العمل علي الأعمال والعاملين فتختفي البطالة أو تقل تدريجياً ومن ثم تتلاشي بإذن الله تعالي .
الجهل : بإنتشار الصدقة والزكاة سيختفي الجهل وينعم الناس بالعلم والتعليم ووجود الرخاء يساعد علي الحد من آفة الجهل حتي تتلاشي هي أيضاً لأن الصدقة تضفي الخير علي المجتمع .
الفقر : مثل سابقيه من الكلمات فمع وجود المال والعمل والأيدي العاملة من أين يأتي الفقر , فالكل يعمل من أجل الكل فالخير وفير ؟؟؟
سوء التعليم : المال يعطي قوة للأنسان , وبتوافر الوسائل المساعدة علي تحسين التعليم يتم إعداد البحوث العلمية وتطوير التعليم علي ما هو مناسب لأفراد المجتمع وإخراج نوعية جيدة من المتعلمين والمتدربين لكي يكملوا دورهم في الحياة مثل من سبقهم ويأدوا دورهم الواجب منهم تجاه مجتمعهم .
الأمراض : مع وجود المال الذي بدوره عن طريق تسخيره يأتي المجتمع بإعداد أطباء ومعاهد علمية ومؤسسات طبية وبحثية لتطوير المناهج العلمية والطبية وإنشاء مصانع لإنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية والدوائية التي يمكن أن تستخرج من الأعشاب والموارد الطبيعية في البيئة ومنها تقديمها لمن يحتاج إلي العلاج في الأبواب المتخلفة , والحكمة تقول الوقاية خير من العلاج , فمع التنمية الإرشادية في التعليم والإعلام والثقافة التي تدعم مقولة " أجعل طعامك دوائك " و قول الرسول صلوات الله وتسلمياته عليه " نحن قوم لا نأكل حتي نجوع , وإذا أكلنا لا نشبع " وقوله صلي الله عليه وسلم " ما ملئ بن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ( أي يكفي ) بن آدم لقيمات يقمن به صلبه فإن كان فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " , مع وجود الإرشاد والثقافة في المجتمع بأن كل المأكولات الجاهزة السريعة والمياة الغازية والمأكولات المصنعة إنما هي مرض لأبن آدم مرض محقق لنفسه لأنها مأكولات صناعية مضاف عليها مواد حافظة وممتلائه بمواد صناعية كثيرة تكون بمثابة سموم تدخل جسم بن آدم فتصيبه بأمراض كثيرة ومتعددة (نعوذ بالله منها ) .. علينا أن نفكر في هذا جيداً ....
أرجو من الله تعالي أن أكون قد وفقت في كلامات القليلة هذه وأن كان الخطأ فمن نفسي .
أشكر الجميع ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...