مدونتي المتنوعة - My blog is diverse

الأربعاء، 6 يوليو 2016

والعصر ... أختبار من الله تعالي علينا

إن الخالق سبحانه وتعالي قد أقسم بالعصر فقد قال تعالي ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ 

وكأن رب العالمين يريد أن يقول لنا في قسمه بالعصر أي أن العصر هو الزمن والوقت الذي يعصر الخلق ويطحنهم كما يُطحن القمح في المطحنة أو يُعصر العصير في المعصرة فيهلك الإنسان ويخسر .. أي من وُضع في أختبار ما مثلاً ( طالب وضع في أختبار في مدرسة أو جامعة ووجد فرصة للغش .. وقد غش ) فإنه قد طحن وقد أنعصر وخاب وخسر مع من خسر ... اللهم أحفظنا من ذلك وغيره ...

ومثلاً ( رجل وُضع في أختبار رشوة مع الظروف الصعبة التي يعيشها وقد سولت له نفسه وهيئت له الأسباب والأعذار وقد ساعده وسوسة الشيطان وأطاع الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وسقط في معصية الرشوة ...  خاب وخسر ) ... 

ونأخذ مثلاً جاء في الحديث الشريف فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم , أن رسول الله سار في السوق فوجد بائع يبيع سلعة وكانت كومة من الطعام فوضع يده فيها فنالت يده بللاً فقال رسول الله للبائع " ما هذا ؟! " فرد الباع علي رسول الله " أصابته السماء يا رسول الله " - أي أمطرت السماء فنزل ماء المطرعلي الطعام - فقال رسول الله " ألا جعلته فوق الطعام حتي يراه الناس , من غشنا فليس منا " حديث مشهور .

نأخذ من ذلك وغيره من الحديث الشريف والحكم والأمثال أن الغش والخداع والنصب والإحتيال والوساطة والرشوة وغير ذلك هي من الأشياء التي تُضعف المجتمع وتجعله ينهار بسهوله ويكون هش مثل عود الحطب الجاف لا يقوي علي تحمل الأزمات ولا تحمل الريح التي يمكن أن تعصف به في أي إتجاه ... نسأل الله السلامة من كل سوء ...

الإختبارات التي تكون في حياتنا إنما هي إختبارات في الحياة مثل مواد الدراسة التي ندرسها في المدارس والجامعات والمعاهد العلمية ومن يجتازها وينجح فيها فإنه يمر بسلام وينعم بالنجاح والتفوق والخروج من آزماتها ... أما من يرسب ويخسر ويخاب في الإختبارات فإنه يخسر ويفشل في حياته ولا تمر حياته بسلام بل يكون تعيساً ويظل يقول طيله حياته أنه لو نجح في الدراسة لكنا وضعه أحسن وكان كذا وكذا ... 

الحياة التي نحن فيها هي نموذج مصغر للآخرة وهي مزرعة الآخرة فمن زرع خير سيحصد الخير ومن زرع الشوك فلا يتألم إذا أمسك به ولا يلوم أحد عليه لإنه حصيله ما بذره بيديه ... 

الناس الذين إستثنوا من القاعدة الأصلية وهي الخيبة والخسران (إن الإنسان لفي خسر) هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقد تمسكوا بشيئين هما الحق والصبر ...

أي هم الذين أمنوا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر شره وخيره , وعملوا الصالحات أي علموا كل ما يُصلح آخرتهم من أعمال الخير والبر سواء العبادات والمعاملات وقد تمسكوا بشيئين هما الحق وهو إسم من أسماء الله تعالي وأيضاً الصبر أي يصبر علي كل الأذي من الناس ويصبر علي العبادات ودائم التمسك بقيمة الحق والعدل ولا يخالف ذلك أبداً ... 

أرجو من الله تعالي التوفيق والسداد لي ولجميع الناس ... 

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...   

عيد الفطر ... وفرحة المسلم به

العيد ينتظره الصائمون ليفرحوا قد جعله الله تعالي فرحه للصائمين والذين قد تحملوا الجوع والعطش ومشاق العبادة بمختلف بألوانها ومسمياتها ولذلك جعل الله تعالي عيد الفطر فرحة لهم علي ما تحملوا من متاعب العبادة ...

الناظر للعبادات قد ينظر لها أن فيها مشاق ومتاعب ... وأيضاً فيها داخلياً متعة للعابدين وذلك لمن كان خاشعاً ويعلم بفضل الله تعالي وكرمه علي عباده بأن الجائزة كبيرة ومهما عمل العاملون وعبد العابدون وأطاع المطيعون وسبح المسبحون وسجد الساجدون وصام الصائمون ... الخ ... مهما عملنا نحن الناس من أعمال فلن نستطيع أن نوفي حق الله تعالي علينا بأي عمل كان ومهما كان الكم والكيف ...

العيد سعادة للمسلمين الصائمين وفرحتهم تأتي من كرم الله تعالي عليهم بأن جعلهم يصوموا شهر واحداً في العام تخفيفاً عليهم وأنه كما جاء في الحديث الشريف قال صلي الله عليه وسلم" إن للصائم فرحتان يفرحهما إذا فطر فرح بفطره وإذا لآقي ربه فرح بصومه " , ومعني هذا أن الصائم له فرحتان فإذا فطر فرح بفطره أي أنه إذا فطر بعد غروب الشمس في شهر رمضان يفرح بفطره وكذلك يفرح بالعيد لأنه عيد الفطر , وله فرحه أيضاً إذا كان في فترة الصيام فإنه يفرح بلقاء ربه وهو في حالة الصيام لأنه في عباده الله ويكون قد أطاع الله تعالي فيما أمر ...

ليس الأمر هو أمتناع عن طعام وشراب - لا ليس الأمر كما يظن البعض أو ينظر الناظر بنظرة عابرة - ولكن هو الطاعة لأمر من أمر وهو الله تعالي فإنه أمر بأن نمتنع عن الطعام والشراب في شهر رمضان وقد أعطي رخص لمن كان مريض أو علي سفر وكذلك المرأة الحائض أو النفساء لا تصوم ... المسألة هي إختبار ...       من الذي سيطيع ومن سيعصي ؟؟ الإجابة في نفس كل واحد منا , كل واحد منا يستطيع أن يجيب علي هذا السؤال ...

عيد الفطر فرحته في طاعة الله لمن يطيع .. وليس في الزينة أو الملابس الجديدة والذهاب للمتنزهات والخروج من إطار الطاعة لإطار المعصية ... والخروج من دائرة السمع والطاعة لله في ما أمر للذهاب لدائرة المعاصي أو كما نقول " ترجع ريمة لعادتها القديمة " أو نروغ كما يروغ الثعلب " ... يجب أن ندرب أنفسنا علي المثابرة علي الطاعة والتعود عليها لتكون في النفس ولا نمل من حب الطاعة للخالق جل علاه ...

أرجو من الله تعالي أن يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وسجودنا وصالح أعمالنا وأن أكون قد وفقت وأرجو ذلك لجميع المؤمنين والموحدين ....

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

لا إله إلا الله ...

لا إله إلا الله هي كلمة أثقل من السماوات والأرض ... 

هي كلمة واحدة لا تجزئ , أي أنك تقول لا يوجد إله إلا الله , وهي كلمة يقر بها قائلها بأن الحق هو أن الإله هو الله لأنه لا يوجد إله معه وهي كلمه تقر لله بالواحدنية والربوبية ..

كلمة فيها مفتاح الجنة وفيها من الخير ما يكفي أننا نقول أنها طوق النجاة لمن يقولها ..

مثلاً لو قالها فرعون لنجي من الغرق ... ثم من العذاب الذي هو فيه الآن هو وقومه ...

ولو قالها أبو جهل ما كان من أصحاب النار , وكذلك كل مشرك ومشركه وكل كافر وملحد لا يؤمن بيوم الحساب ...

الملحد وكل من كان علي شاكلته إذا قال له أحد " من صنع هذا الشئ (أي شئ) يقول لها صانع .. ولكن إذا قال له أحد " من خلق مثلاً الأرض أو السماء أو أي شئ في هذه الحياة .. يقول لك هي بالصدفة هي من الطبيعة ؟؟!! ولكن من الذي خلق الطبيعة ؟!! 

تتشابه أقوال الملحدين والكافرين والفاسقين والمنكرين كلهم مع بعضهم ولذلك لهم مكان سيكونوا فيه جميعاً يوم لا ينفع البكاء ولا الدموع حتي لو ملئت البحار والمحيطات لأنه لا رجوع مرة آخري إلي هذه الحياة ...

كلام هؤلاء الناس المنكرين لوجود خالق هم لا يريدوا أن يعترفوا أن هناك إله لأنهم لو أعترفوا لما كانوا في الكفر أي ما الداعي لأن يمتنعوا عن الطاعة ,هم في البداية لا يريدوا أن يقتنعوا بأن هناك إله واحد لا شريك له في ملكه لأنهم يريدوا أن يشعروا بأنهم ليس عليهم أن يعبدوا شئ وليس عليهم قيود تقيدهم وليس عليهم بأن يؤمنوا ...

هم يريدوا الكفر فقط هم مثل الذين سبقوهم بالكفر والفسوق قال تعالي " إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعثين " كلام الكفر واحد كما أن كلام الإيمان واحد ... الكافرين مكذبين منكرين  - والمؤمنين مصدقين معترفين ...

يتشابه كلام الكافرين مع بعضهم البعض ولكن بآساليب مختلفة وبطرق متشابهه .. مرة يقولوا لم نري إله ولم نري أنه يكلمنا ولم نري أي دليل علي ذلك .. ومرة يقولوا لو أن هناك إله ما الذي يجعله يواري نفسه عنا فإن كان كلام الذين يؤمنوا بأن هناك إله ما الداعي لكي يُخفي نفسه عنا ونحن كما يزعم الذين يعبدوه بأننا خلقه ؟! ومرة يقولوا المادة وكل شئ في هذه الحياة مخلوق بالصدفة وبالقوانين التي تحكمها وحياتنا نحن مؤقته وسنموت ويأتي غيرنا إلي مالا نهاية إذا ما الداعي لكي نعبد إله ... الي آخره من هذه الكلمات .. تعالي الله علوا كبيراً وهو الرحمن الرحيم لم يرضي أن يظهر نفسه علي خلقه لعده أمور منها أنه هو المتكبر كيف له وهو الإله أن يطلع عليه خلقه وأن يظهر سبحانه وتعالي لعباده ومخلوقاته وهو العزيز الكبير والمتعالي وله الكبرياء والعظمة له , هذا من وجه وأيضاً صح عن الرسول صلي الله عليه وسلم  حينا سئل هل رأيت الله ؟ قال صلي الله عليه وسلم " الله حجابه النور لو كشف حجابه حرقت سباحات وجه السماوات والأرض " ... 

حينا سئل موسي عليه السلام من قومه وقالوا له في سورة البقرة قال تعالي " لن نؤمن لك يا موسي حتي نري الله جهره فأخذتهم الصاعقة وهو ينظرون "  أي أنهم لم يستطيعوا أن ينظروا في نور الله تعالي وصعقوا من قوة نور الله عز وجل فما بالنا بجمال وعظمة وجه الله تعالي ... فالله نور السماوات والأرض ... أي انه هو الذي يأتي بقوة النور وأن الأشياء لا تنفعل من نفسها بتقوم بالإضاءة .. أي أن المصابيح الكهربية وكل ذلك مما وصل إليه الإنسان من تقدم وعلوم لا تعطي من نفسها الإضاءة وغيرها من الإمكانيات ولكن الله هو الذي مكن لأبن آدم هذه الوسائل كلها ولكن بن آدم كفر بنعمه من أنعم عليه وهو الله لدرجة أن منهم من يلحدوا ويكفروا ... الخ .

الذين يكفروا ومن مثلهم هم من سوف يعانوا من كل شئ ... في هذه الحياة وحتي بعدها .. إن من ينكر كلمة  " لا إله إلا الله " هو منكر لوجود حقيقة لا يريد أن يعترف بها وهو لو نظر في أي شئ حتي في نفسه لعلم أن لابد من وجود خالق خلقه وكذلك خلق كل شئ وأن أمه وأبوه لم يخلقوه وكذلك أبواه وأجداده وكل المخلوقات لم تخلقهم الصدف ولا قوة الطبيعة ( من الذي خلق الطبيعة وقوانينها [ هي مخلوقة بنفسها ؟؟!! هذا أمراً مستحيلاً طبعاً ] ) .. ليس هناك شئ يُخلق ولا يُصنع من تلقاء نفسه ولو نظر أي ملحد لا يؤمن بوجود إله , أن الحركة في هذه الكون والذرة وكل مادة لابد لها من أحد وجدها ووضع لها قانون يحركها ويعطيها الخصائص التي هي فيها وأن هناك قوة فوق قوة الإنسان خلقت هذا الكون بما فيه من أشياء ... 

أرجو من الله تعالي التوفيق ... والهداية لي ولكل من يريد الحقيقة والهداية والوصول إلي الحق بسمع وببصر وعقل وقلب متفتح لتقبل الحق والحقيقة ... 

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته   

الذنوب ... والرجوع إلي الله

كل أمرء منا خطاء ... والذنوب والمعاصي تحدث من بني آدم سواء رضوا أم حاولوا أن يتوقفوا وهذا أمراً مستحيلاً أن نتوقف عن الخطأ ولكن يجب ألا نتوقف أيضاً عن التوبة ... 

الخطأ حليف بني آدم وهذا أمر واضح وجلي لنا كلنا ... ولكن من رحمة الخالق سبحانه وتعالي أنه يرحمنا ويسامحنا علي مافعلنا عندما نتوب إليه ونرجع له ونستسمحه ونسترضيه ونستغفره وما إلي ذلك من البدء في تصحيح المسار الإنساني ..

التوبة هي أول الطريق إلي ربنا جلا في علاه وأنه يحب التوابين ويحب المتطهرين , كل ذلك من أمر الله تعالي , ولكن علي المرء منا أن لا يأخذ المسألة بأنها سهلة أي     أخطأ ثم أتوب وأضع في نفسي أن المسألة هي (خطأ ثم توبة وخلاص .... ) ... لا المسألة ليست بهذه الطريقة المسألة هي صحيح أن الخالق سبحانه وتعالي يتوب ويسامح ويغفر الذنوب جميعاً إلا الشرك به , ولكن لا نستخدم هذه التوبة بأننا نبيت الذنب ونعمد للإرتكابه ونقول "إن الله تعالي غفور رحيم " صحيح أن الله تعالي غفور رحيم ولكن لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً , ذلك الإنسان هو من عزم علي أن يخرج من هذه الدائرة ويتوب التوبة النصوح أي لا يعود إلي الذنب مرة آخري ... 

ربنا جلا علاه يفتح باب التوبة لأن المسألة جد خطير , بعضنا ينظر إلي الحياة علي أنها حياة وخلاص وأنها مسألة عادية وغير مهتمين بما هو آت ... هناك حساب خطير ويوم سيشيب فيه الولدان الصغار من أهوال يوم القيامة ومن هذا اليوم الرهيب , الفتن رهيبة ولكننا أيضاً لم نتعلم من درس التوبة شئ وهو أن الله تعالي يفتح الفرصة للتائبين حتي نتوب لله التوبة التي لا نرجع فيها مرة أخري للذنب نفسه وإن عدنا للذنب نتوب إن أرتكبنا نفس الذنوب يتوب الله علينا إلي عدد لا نهائي من المرات ..

ولكن هناك سؤال : الله تعالي يتوب ويغفر الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به , ولكننا من الذي يضمن لنا العمر والحياة لكي نتوب بعد الذنب الذي نرتكبه ؟؟! أي أننا لا نعرف ما هي اللحظة التي سيأتي فيها الموت وهل سنكون تائبين أم سنكون مذنبين أي سنكون علي التوبة أم سنكون علي الذنب ؟؟؟؟

نسأل الله تعالي حسن الخاتمة ونسأله تعالي أن لا يكون غاضب علينا ولا يعاقبنا بذنوبنا ولا يحاسبنا بعدله بل برحمته ومغفرته وكرمه ولطفه وستره علينا جميعاً عباده المؤمنين الراجين رحمته ورضاه ...

هناك من الآيات الموجودة في كتاب الله تعالي وهو القرآن الكريم ثم ما هو موجود في السنة الشريفة من الأحاديث النبوية ما هو فيه تطمين للتائبين بأن الله تعالي يتوب عليهم ويدخلهم في رحمته  , و ما فيه تحذير للعاصين وتخويف لهم من غضب الله تعالي ومن عقابه وعذابه ... ولست بصدد سرد الآيات و الأحاديث النبوية ولكن هو ذكر للذاكرين وتذكره للمؤمنين وتفكر في آيات الرحمن الرحيم ....

الخلاصة : هي أن المؤمن دائم التوبة والرجوع لله تعالي سواء وهو في حالة الطاعة أم وهو في حالة المعصية وسواء هو في حالة القوة أم حالة الضعف وأيضاً سواء كان مختلطاً بالناس أم مختلياً بنفسه ...

أرجو من الله تعالي أن يتوب علينا ولا يعذبنا وهو علينا قادر ويلطف بنا وبحالنا وهو غني عنا وعن العالمين , آمين يارب العالمين ...

وسلام الله عليكم ورحته وبركاته ...    

الاثنين، 4 يوليو 2016

جاذبية الدنيا ...

الأرض لها جاذبيتين 
فالأولي وهي الجاذبية المادية الظاهرة التي هي نعمه من نعّم الخالق جلا علاه علي الخَلقَ التي تجذبنا إلي سطحها ولا نتطاير في الهواء فنرتفع ونصعد إلي طبقات الجو العليا ولا نكون مستقرين علي سطحها ونخرج من مجال الغلاف الجوي وأيضاً ما بقي علي سطحها من شئ حتي الهواء والتراب والماء والصخور وكل شئ .. 

وأما الثانية فإنها باطنة وهي تكمن في مطامعنا فيها وشهواتنا التي نشتهيها وهي الأطماع الدنيوية التي تكون ممثلة في حبنا للإمتلاك مثل إمتلاكنا للأراضي والعقارات ومُتع الدنيا التي نعلمها جميعاً ونتمناها وأيضا طول الأمل والرغبة في مد الأجل والتمسك بهذه الحياة وجمعنا لمزيد من الأموال , ولكن ما عند الله خير من كل ذلك قال تعالي " لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد " أي في الجنة خير لنا من كل شهوات الدنيا البسيطة القليلة الزائلة والتي أيضاً فيها ما يشوب هذه المتع وينقصها دائماً ...

فحقيقة الدنيا مثل ماء البحر كلما شربت منه زت عطشاً والغني الحقيقي هو غني النفس والإقتناع بما في يدك حتي تشعر بأنك غني فمعني الغني في الدنيا هو الشعور بعدم الحاجة للأخرين ولكننا نحن البشر محتاجين لربنا وخالقنا أولاً ثم لبعضنا البعض وقد جعلنا الخالق سبحانه وتعالي سبب في تكافل بعضنا البعض لنسد حاجات بعضنا البعض عن طريق أن كل واحد فينا يعمل مهنة واحدة ويحصل علي بقية المهن في المجتمع ...

التمسك بالفضائل رأس الحكمة والتمسك بالدنيا كمن يريد أن يمسك الهواء أو الماء ... إن أي شئ في هذه الحياة ككل شئ فيها ... القوانين الدائمة فيها هي ( الصراع - التغير - الفناء ) ...

الصراع : كل شئ فيها يصارع بعضه ليحصل علي ما يريد وهو بمعني آخر التنافس فقد قال تعالي حينما أعطي آدم عليه السلام وحواء أم البشر فرصة آخري للتوبة والرجوع عن طريق الحياة داخل هذه الأرض ومحاولة الرجوع إلي الجنة ولكن لابد من التوبة وفعل الطاعات والبعد عن المعاصي والشبهات ,فقد قال تعالي " أهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقرُ ومتاعُ إلي حين " , هناك صراع مع  النفس الشهوانية وصراع مع الشيطان وصراع مع البشر بعضهم علي بعض مثل الحروب والتنافس علي موارد الحياة وصراع الناس داخل المجتمعات وصراع حتي الحيوانات والحشرات والكائنات المجهرية الدقيقة مع بعضهم البعض وصراع في التجارة والصناعة والزراعة وتنافس الشركات والمؤسسات في الربح وزيادة المبيعات وصراع حتي في الوظائف وأداور الحياة والصراع في كل قطاعات الحياة ونواحيها وجوانبها حتي الذرات والإلكترونات هناك الحركة بينهم وتناوب الأدوار والتفاعل الكيميائي كل ذلك وغيره في هذه الحياة شكل من أشكال الصراع والتنافس علي هذه الحياة ...

التغير : فإن هناك أشياء يأتي التغير عليها في هذه الحياة مثلاً تغير في أشكالنا وأمزجتنا وتوجهاتنا وأفكارنا وأنماط حياتنا في كثير من الشياء يكون التغير موجود وفي بعض  المسميات إلا في كتاب الله تعالي ثم سنة نبيه صلي الله عليه وسلم والسنن الكونية التي خلقاها الخالق جلا علاه وفي القوانين التي وضعها الله تعالي وإلا لما وجدنا أنفسنا نعيش حتي الآن ولوجدنا مثلاً الشمس تتغير في ظهورها وحجمها وكذلك القمر والنجوم ومرة تظهر الشمس وتاره آخري لا نجدها فتهلك الحياة أو أن الأرض تدور مرة حول نفسها ومره تتوقف ... فالخالق جلا علاه أراد أن يختص بحفظ الحياة لنا وإلا لكنا قد هلاكنا وما كان لنا وجود من الأساس ... التغير يكون فقط في بعض الأشياء وليس كل الأشياء وهذا من فضل الله تعالي علينا فقد قال تعالي " ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " وهذا بأن الله تعالي قد حفظ السماء والأرض وتكفل بالحفظ والرعاية لنا ولحياتنا ...

الفناء : قال تعالي " كل شئ هالك إلا وجه " أي أن الهلاك محقق لكل مخلوق في هذه الحياة بلا إستثناء وهو قانون عام من الله تعالي الخالق جلا علاه علي الخلق ولكن من وضع القانون وهو الله تعالي لا يسري هذا القانون عليه لأنه هو الحي الذي لا يموت ولا يفني ... 

الخلاصة : أن هذه الدنيا لها جاذبية خطيرة ممثلة في شهواتنا فيها وطموحنا في الحياة والكسب في أي شهوة من الشهوات تكون سواء ( نساء - أموال - أولاد - أراضي - عقار - .... الخ ) كل هذه الشهوات والطموحات النفسية يمكن أن تكون مشروعة في حالة (الزواج والكسب من طريق مشروع وحلال وإنجاب الذرية والكسب من خلال الشراء والبيع ... إلخ ) وإعطاء الزكاة والصدقة في الأموال كما أمر الله تعالي وتنفيذ أوامر الله تعالي في ما أمر ونهي فإن النهاية بإذن الله تعالي تكون خاتمة السعادة لصاحبها (نسأل الله تعالي خاتمة السعادة ) , وكذلك يمكن أن تكون هذه النّعم حرام أو فيها الذنوب والمعاصي إن كانت ( زنا و كسب من طرق غير مشروعة وإنجاب أولاد من سفاح وإستيلاء علي أموال الغير أو السرقة والغش وإستعجال الرزق من أوجه الحرام المختلفة فتكون النهاية مأسوية مروعة في الدنيا وخاصة في الآخرة ... نعوذ بالله تعالي من ذلك...

أرجو من الله التوفيق والنجاح لي ولجميع عباده ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...                     

الدعاء ...

الدعاء إنما هو صله بين العبد وربه جلا علاه , فإن العبد منا يجب أن يدعوا ربه في كل الأمور ...

الدعاء يجعل العبد موصولاً بربه سبحانه وتعالي يرجو رحمته ويتمني رضاه , فالعبد الذي لا يدعوا رب العالمين يغضب عليه ولكن الدعاء يجلب الرزق ويُدخل علي النفس السرور والسعادة ويُعطي الإنسان عطايا لا حدود لها ...

فقد ورد في الحديث القدسي الذي بلغ به رسول الله صلي الله عليه وسلم محدثاً عن رب العزة أن الله عز وجل قال " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أكثر مما يُعطي السائلين " , ليس معني الحديث القدسي أننا نتوقف عن الدعاء وننشغل بالذكر فقط ولكننا نكون موصولين بربنا وخالقنا دائماً وفي كل الأوقات وعلي الإنسان أن يحسن الدعاء فلا يدعوا بِشَراً أو علي أحد ولكن يدعوا بالخير ويستعين بالله ويستعيذ بالله ويدعوا بالرحمه له ولكل مؤمن ومؤمنه يدعوا بدخول الجنة ويرجوا من الله تعالي ظله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله , أو ما يشاء العبد منا أن يدعوا إلا أن يدعوا بقطيعة رحم أو مثل ذلك ...

والرجاء والدعاء والتوسل لله تعالي والتذلل له كل ذلك يُنقي الإنسان من الشوائب كما ينقي الحديد إذا أدخل في الإنصهار وتحت الحرارة , فإن الحديد إذا أنصهر وذاب وأصبح سائلاً تطفوا الشوائب ويتم إزالتها , كذلك نحن الناس إذا تاب الإنسان وأناب لخالقه ومولاه من المعاصي والخطايا والذنوب ودعا الخالق جلا علاه وهو التواب الرحيم والغفور الودود فإن الله يكون أشد فرحاً بتوبه أحدنا إذا ضاع من أحدنا متاعه أو شئ غالي عنده ثم وجده بعد فتره وقد يأس من أن يجد ضالته التي ينشدها ويبحث عنها ... 

رب العالمين لا يحتاج منا شئ إنما نحن الذين نحتاج إليه هو سبحانه الغني أي لا يحتاج إلي أحد ولكننا نريده وهو سبحانه لا يريد شئ فالعبد الذي دائماً يذهب لخالقه بالدعاء والرجاء يطفئ غضب ربنا جلا علاه لأن في الدعاء تظهر تجليات من الخالق علي عبده سواء مادية أو معنوية والمادية منها أنه يزاد في رزقه ويبارك له الله في أولاده وكثير من الأشياء المادية التي هو يجدها أمامه , والمعنوية يشعر بها العبد منا إذ أنه يحس بها ولا يمكن لكلمات أن توصفها وهي تكون بين الخوف والرجاء ...

الخلاصة : الدعاء وسيلة تحقق للإنسان المنافع في هذه الحياة وفي الآخرة وهي شكل من أشكال الصلة بيننا وبين خالقنا جل علاه وهي نوع من أنواع العباده لله تعالي ...

نرجو من الله التوفيق والسداد وأن نكون من عباده الموصولين به دائماً .. وإلي لقاء آخر في موضوع مقبل , وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...

      

الأحد، 3 يوليو 2016

الفجر وليالً عشر ...

إن الله تعالي قد جعل للفجر قيمة كبيرة في قلوب العابدين والذين يريدون الله تعالي ... أرجو من الله تعالي أن أكون منهم وأن نكون منهم كلنا ..

الفجر مشهود وخاصة قرآن الفجر , لأن ربنا سبحانه وتعالي قد قال عنه أنه مشهود أي تشهده ملائكة النهار وملائكة الليل ...

إننا مقصرين ( وأنا خاصة) في صلاة الفجر وقراءة القرآن وذكر الله , وأننا الآن كعباد لله مبتعدين عن الله مقتربين إلي الدنيا تاركين وراء ظهورنا يوماً قال عنه رب العالمين "ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً " أي يوم القيامة عرفه ربنا جلا علاه بأنه يوماً ثقيلاً من الأهوال والمصائب التي فيه والكربات الموجودة به .. أعاذنا الله بكرمه وجوده وعطفه ورحمته وعفوه ولطفه وستره وجميع أسماءه الحسني ذات الجلال وذا الجمال من أهوال يوم القيامة ...... آمين يارب

ولكن إلي متي ونحن سنظل مقصرين ؟؟!!  

قد أقسم المولي جلال علاه بالفجر وليالي عشر وهي الليالي العشر الأوئل من شهر ذي الحجة ففيهم من الخير لأن الحجيج يكونوا مشغولين بأعمال صالحة كبيرة منها الصلاة والعمرة والحج والطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات والهدي ورجم أبليس ثم من الأعمال التي تتوسط كل ذلك كالتسبيح والحمد والتكبير والإستغفار والدعاء وكثير من الأعمال داخل الأيام العشر , وأعداد الحجاج تكون كبيرة وهي أحب أيام لله تعالي لأن قيمة العمل وحجم العمل لا يكون مثل أي أيام من أيام السنة ..

 فالفجر هو أول بداية اليوم , يكون أغلبنا نائمين , (للأسف) ولكن المصلين الذين ذهبوا لأداء الصلاة في الفجر أخذوا حظهم وأرزاقهم في هذا اليوم , لأن الأرزاق توزع وتقسم في هذه الأوقات قبل ظهور الشمس , أننا لو أدركنا أهمية وقيمة الفجر لأذهبنا إلي المساجد حبواً أي سحفاً علي الأيدي والأرجل ..

هي بادرة ومبادرة لتجديد الإيمان بالله تعالي ومحاولة لإعادة القوة للإنطلاق نحو الله تعالي وتجهيز العمل وإستعداد للبدء من جديد لإثبات أن الإنسان جدير بعبادة الخالق جل علاه وأننا لن نستسلم للكسل والتراخي وأننا لن نلتفت للماضي برمته وما كان فيه من سلبيات والتفكير بإيجابية نحو تحقيق ما لابد وأن نكون عليه من إلتزام لله تعالي ...

أرجو من الله التوفيق والسداد لي وللجميع ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..

متصلة علي الشيخ/وليد إسماعيل|تائبة كانت شيعية - تقول"عن المعممين :الحساب يوم القيامة بيد الأمام علي بن أبي طالب "!!

في هذا الفيديو :  متصلة - كانت شيعية - ولكن الله تعالي أضاء قلبها للايمان به فتابت واتصلت علي الشيخ / وليد إسماعيل - وتقول :   أن الشيعة &q...

بنر

PropellerAds