الغني و الفقر
_________
الفقر قد يكون ضيق الحال وقله أو إنعدام المال , كما أن الناس تبتعد عن الفقير ويقترب منه المرض والذل والهوان ولا تجد للفقير صديق غير الضيق ولا تجد له عزيز سوي الرب الخالق الذي يقدر ولا نقدر ويعلم بحالنا وهو غني عن سؤالنا ...
قد نتسائل لما لا نكون كلنا أغنياء ولا يوجد بيننا فقراء ؟؟! ولا نكون منهم ولا أحداً من الأقارب أو الأحباب أو الجيران ؟؟؟ لما الفقر وهو السوء بكل أنواع المقال وشر خطير يدمر كل المعاني وقد يجعل الإنسان يخرج من إيمانه ورداء الحياء إلي هوه خطيره قد تدمر مستقبله الدنيوي والأخروي ...
نحن نعلم أن كل منا له عمل وهدف يسعي لتحقيقه وإن المجتمع لابد وان سيكون به طبقات ولو أن كلنا لدينا المال لما أحتجنا لأن نعمل ونجتهد لكي نحقق الإكتفاء ونحقق مردنا وطموحتنا مثل أننا نريد أن نكسب المال لنشتري الملابس ونشتري الطعام ويكون لدينا سيارة ولدينا بيت ... الخ
لو أننا أغنياء لما أشتغل أحدنا عند أحد منا وما كانت هناك المهن التي نستفيد منها مثل (الفلاح , الخباز , البناء , النجار , الحداد , الطبيب , البائع , .... الخ ) المهن متعددة لأن الإحتياجات كثيرة وأصبحت أكثر تعقيداً يوم بعد يوم ...
أن الفقر يجعل الحب بين الرجل والمرأة يذهب ويتبخر وينشأ الجدل والصراع بين الزوجين وإن زادت ذروة الفقر والعوذة وشدة الكرب ( نعوذ بالله تعالي من ذلك ) فإن الفصال بين الزوجين هو النهاية وأفراد الأسرة هم الضحية وتزداد المشاكل ليس بنهاية الزواج ولكن أفراد الأسرة ( الأطفال ) أو إن كانوا شباباً كلا من الجنسين ( بنين وبنات ) أيضاً تتصدع أركان الأسرة بسبب قلة الدخل أو إنعدامه وقد يندفع الأفراد في الأسرة إلي أن يشتغل أحدهم أو كلهم أو أن يتفرقوا ويتشردوا ( نسأل الله تعالي العافية من كل سوء ) .
في الفقر كل المساوء وكل الشرور التي يريدها الشيطان لنا فهو يعدنا الفقر والله تعالي قد أعد لنا جنة عرضها كعرض السماء والأرض بها النعيم المقيم ..
الغني " الثري " (أي الذي نطلق علي من معه المال [ولكنه محتاج للأسف للمال ولا يشبع أبدا]) كثرة المال نسبي كما أن الفقر نسبي بمعني لو أن فرد دخله الشهري 1000 فإن هناك من سيكون أكثر منه دخلاً وأقل منه فالكل بتلك النظرية الحقيقية الواقعية فقير فليس هناك إنسان أو كائن من كان غني فالغني هو الله تعالي الذي لا يحتاج لأحد ولا يحتاج شئ فكل شئ يحتاج له وهو الغني المُغني .
المقصد أنه يجب ان يتكافل كل من أفراد المجتمع , اغنياءه يرعون فقراءه حيث إن لم يحدث ذلك فسيحدث الكثير ( ما هو موجود الآن ) سينقسم المجتمع ويصبح ثري فاحش الثراء ويزاد (ثراء فاحش) وفقير يزداد فقر وإحتياج ... المجتمعات الإنسانية تحدث لها هذا إن لم يتم تواجد التكافل بين الناس .
كل منا له أحتياجاته وطموحاته الشخصية , فمعني أن كل منا له مطلبه وله هدفه فإن المجتمع ككل يشارك في صنع نفسه أو صنع أبنائه ..
مجتمع مثل اليابان : نجد فيه العمل والكفاح لأفراده ... وكل في مكانه والعلم والعمل والصبر علي تحمل ضغوط العمل هم من يجعل الفرد يكون في مكانه .. ومن يبدع في مجال ما يجد التشجيع ويجد من يساعده ويرتقي بحسب أمكاناته الشخصية ..
هناك نماذج كثيرة في مجتمعات كثيرة يمكن أن نعمل فيها محاضرات وليس مقالات صغيرة في مدونة .. ولكن لا يتسع المجال لها ..
قصص الكفاح موجودة وقد نقلت أناس من الصفر وتحت الصفر وتحت خط الفقر إلي أعلي أماكن في المجتمع ,,
ليس الفقر عيباً ولكن السكوت عليه هو العيب .. بمعني أنني لو ليس لدي عمل .. يجب أن أعمل وأبحث عن عمل .. ولن أنني ليس لدي دخل أكفي به أولادي واسرتي يجب أن أبحث عن مجال يكون فيه ( بمشيئة الله تعالي رزق ) حتي لا أحتاج لأحد أن يعطيني .. لأننا لا نعرف ظروف الأخرين وفي نفس الوقت لا يجب أن يبقي ألإنسان مكتوف الأيدي بدون عمل أو بدون بحث عن ظروف أفضل لكي يطور من نفسه ويكفي أولاده وأسرته ..
حقاً إن ظروف الناس ليست مثل بعضها .. وهناك من يجد فرصة ومن يجد متنفس ومن لا يجد شئ ... ولكن علي الإنسان أن لا يترك اليأس تخلله ويدخل إلي حياته وفيوقعه في المهلكات .. ( أعوذ بالله تعالي منذ ذلك لي ولكل مؤمن )
الخلاصة : أن علينا نحن الناس أن نكفي أحتياجات بعضنا ,, وأن نرحم بعض وأن من لديه شئ من خير عليه بتقديمه لمن يحتاج .. وإن لم يجد فعليه بالصيحة فهذه صدقة ( كبيرة ) ..
أسأل الله تعالي أن يوفقنا لما يحب ويرضي وأن يعيننا علي عمل الخير الدائم ..
المقال ملك مدونتي المتنوعة